فالنبي لا يتكلم بشيء بدافع هوى النفس والرغبات الذاتية، وفي آخر ساعات من
حياته طلب من أتباعه أن يأتوه بقلم ودواة أن يكتب لهم كتاباً مهمّاً جدّاً.
ولكن مع كل دهشة الأصحاب وذهولهم فإنّ الخليفة قال بوقاحة:
«إن النبي غلبه الوجع!»
. وطبقاً لبعض الروايات قال كلمة أقبح من ذلك:
«إنّ الرجل ليهجر»
، أي أنّ النبي الأكرم صلى الله عليه و آله «ونعوذباللَّه» يهذي في كلامه،
وبهذه الطريقة منع من كتابة النبي لوصيته، فهل ينسجم ويتناسب هذا الكلام مع آيات
القرآن؟!
ينبغي علينا نحن الشيعة أن نشكر اللَّه تعالى على تمسكنا بأهل البيت عليهم
السلام فلا نقع في متاهات الضلالة ولا نرتكب مثل هذه الأخطاء الفاحشة وذلك بتمسكنا
بتعاليمهم وما ورد عنهم، وكل من يلتزم بحديث النبي الأكرم صلى الله عليه و آله
ويتمسك بالقرآن والعترة، فإنّه لا يضل ولا يزيغ عن الصراط المستقيم [2].
وخلاصة الكلام أنّ المقصود من القسم في سورة النجم، إثبات النبوّة.
القرآن الكريم:
وأمّا القسم في سورة الواقعة فهو لغرض إثبات حقانية القرآن الكريم، حسب مضمون
الآية: «قسماً بمواقع النجوم، أنّ الكتاب السماوي للمسلمين، وهو القرآن الكريم، لا
يمسّه إلّاالمطهّرون».
تفسير «لايمسّه إلّاالمطهرون»:
وذكر المفسّرون تفسيرين لهذه الآية الشريفة:
أ) يجب على من يريد مسّ كتابة القرآن الوضوء أو
الغسل، فمن هنا فإنّ
[1]. صحيح البخاري، ج 1، ص 65، باب
كتابة العلم، ح 55.