وعلى ضوء ذلك فلماذا تشكون في هذه المسألة وتأتون إلى النبي ومعكم عظام بالية
وتعملون على تفكيكها وتبديلها إلى تراب وتذرونها في الهواء ثم تسألون عن
كيفيةإعادة هذا الإنسان إلى الحياة مرّة ثانية؟!
«فَلَا أُقْسِمُ
بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ»؛ طبقاً لهذه الآية فإنّ اللَّه تعالى أقسم ب «ربّ المشارق والمغارب» أنّ
اللَّه تعالى قادر على إعادة خلق الإنسان مرّة أخرى.
المشرق والمغرب في القرآن
وقد وردت في القرآن الكريم ثلاث عبارات للمشرق والمغرب:
1. بصيغة الجمع من قبيل ما ورد في الآية محل البحث.
2. بصيغة التثنية من قبيل ما ورد في الآية 17 من سورة الرحمن: «رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ».
3. بصيغة المفرد من قبيل ما ورد في الآية الشريفة 115 من سورة البقرة: «وَللَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ».
والسؤال الذي يفرض نفسه في هذا الموضوع: هل هذه التعابير متناقضة فيما بينها،
أم هناك غاية خاصّة في هذا الاختلاف في التعابير؟
لا شك في عدم وجود أي تناقض وتضاد في هذه الآيات المذكورة، بل لا يوجد أي
تناقض في جميع القرآن الكريم، وما يشاهد من اختلاف فيالآيات الكريمة فإنّه يختزن
نقطة مهمّة بالإمكان تشخيصها بقليل من التأمل والتدبر.
أمّا عبارة «المشرق والمغرب» فناظرة إلى الجنس، بحيث يشمل جميع الأفراد
والمصاديق، وعليه فالمقصود من «وَللَّهِ
الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ» هو أنّ جميع
المشارق والمغارب للَّهتعالى، كما أننا عندما نقول: الإنسان عجول، أي أنّ جميع
أفراد