المورد الآخر من موارد القسم المفرد الذي يقسم به اللَّه تعالى بكلمة «ربّ» [1] هو ما ورد في
الآية الشريفة 40 من سورة المعارج.
شرح وتفسير:
لابدّ قبل الشروع بتفسير هذه الآية من إلقاء نظرة على عدّة آيات قبلها وبعدها
وبيان المقصود منها بشكل إجمالي، ونبتديء هذا البحث من الآية 39:
«كَلَّا إِنَّا
خَلَقْنَاهُمْ مِّمَّا يَعْلَمُونَ»؛ حيث تشير هذه
الآية إلى دليل عقلي على إمكان المعاد وإحياء الأموات مرّة أخرى.
وتوضيح ذلك: إنّ اللَّه تعالى يقول: إنّ هؤلاء يعلمون من أي شيءٍخلقناهم؟ لقد
خلقناهم من قطرة ماء آسن وعديمة الأهميّة، فما الفرق بين قطرة ماء أو ذرة تراب؟
فاللَّه تعالى وهو القادر المطلق الذي يستطيع خلق الإنسان من قطرة ماء «نطفة»
فلا شك في أنّه قادر على أن يخلق الإنسان من ذرة تراب أيضاً،
[1]. تعتبر هذه الآية، الآية الخامسة
التي أقسم اللَّه تعالى فيها بكلمة «ربّ».