responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأقسام القرآنية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 470

ذلك ما جاء في الآية الشريفة 4 من سورة النمل:

«إِنَّ الَّذِينَ لَايُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ».

طبقاً لهذه الآية الشريفة فإنّ اللَّه تعالى يزيّن لمنكري البعث والمعاد أعمالهم السيئة ويظهرها لهم بصورة جميلة، فيظهر لهؤلاء أبو جهل بصورة إنسان طيب وشريف، والنبي بصورة سيئة، ويظهر اسرائيل العدوانية والشريرة بصورة دولة طالبة للحق والعدالة، وحزب اللَّه في لبنان، وهو حامي المظلومين والمدافع عن الإسلام، بمظهر ارهابي ومتوحش.

سؤال: لماذا يقدم اللَّه تعالى على تزيين الأعمال وخداع هذا الإنسان وبالتالي سقوطه في الضلالة والشر في حين أنّ اللَّه تعالى يهتم بهداية الناس إلى الخير؟

الجواب: وقد أجابت هذه الآية الشريفة عن هذا السؤال بشكل مستبطن، وتوضيح ذلك، أنّ تزيين الأعمال بواسطة اللَّه يختص بفئة خاصّة من الناس وهم الذين‌ «لَايُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ»، أي الأشخاص الذين أنكروا جميع المعجزات والدلائل الواضحة والباهرة وأعرضوا عن نصائح الأنبياء وتعاليم الكتب السماوية ولم يؤمنوا بها أبداً، وبالنتيجة أنكروا الآخرة والمعاد.

وبعبارة أخرى، إنّ هؤلاء الأشخاص هدموا جميع الجسور خلفهم والباري تعالى لا يهتم بعد ذلك بمثل هؤلاء الأشخاص ويتركهم لحالهم ويزيّن لهم أعمالهم.

وبكلمة ثالثة، إنّ اللَّه تعالى يتحرك على مستوى هداية الإنسان ما دام يملك‌القابلية واللياقة على ذلك وبطرق مختلفة، ولكن إذا انتهت لياقته وعُدِمَ القابلية على الهداية وأغلق الإنسان على نفسه جميع نوافذ الأمل بالنجاة والفلاح، فإنّه سيسقط في دوامة أعماله ويبتلى‌ بجزاء ما ارتكبه من سيئات، ومن جملة هذه العقوبات تزيين الأعمال، وفي هذه المرحلة لا تنفع معه شفاعة الشافعين.

عندما جاء الملائكة المأمورون بإهلاك قوم لوط إلى النبي إبراهيم عليه السلام، وبعد أن‌

نام کتاب : الأقسام القرآنية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 470
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست