درجة أنّهما يلبسان الذنب لباس العبادة، حتى يسقط الإنسان في أسر الذنوب
وفيمستنقع المعاصي بذريعة العبادة وبريق الطاعة، والقرآن الكريم يعبر عن هذه
الحالة بعبارات جذابة وفي ذات الوقت منذرة ومحذرة ويقول:
على سبيل المثال تقام بعض العبادات في إطار حفلات ميلاد الإمام المهدي (عج)
ولكنها سرعان ما تتلوث بالذنوب وتنحرف عن مسيرها الصحيح، وربّما تقام في مجالس
نسوية حفلة ميلاد للأولاد، ولكن سرعان ما تتبدل إلى حفلة مجون ورقص وطرب، وهكذا
تلبس المعصية لباس العبادة والطاعة.
كان أحد خطباء المنبر في مدينتنا وهو شخصية محترمة يقول للناس على المنبر:
«أيّها الناس أنا لا أقول لكم توبوا من ذنوبكم بل أوصيكم بأن تتوبوا من عباداتكم»
ومقصوده من العبادات، العبادات الفارغة والخالية من المضمون الروحي حيث تتحول مثل
هذه العبادة الجوفاء إلى إطار لتعليب الذنوب، والأشخاص الذين يتحركون في خط السلوك
المعنوي ينبغي عليهم الحذر من حالة الغرور فربّما يُبتلى بها البعض ويدّعي بعد
مدّة قصيرة «طي الأرض» وأنّه يتحدّث مع الملائكة وأنّه مستجاب الدعوة وأمثال ذلك،
لأنّ الإنسان كلما اقترب من اللَّه تعالى وعرج إليه في سلّم الكمال المعنوي يجب أن
يعيش التواضع في نفسه أكثر، لا أن يصاب بالغرور والكبر والعجب أكثر.
النتيجة، ينبغي توخّي جانب الحذر والحيطة من الوقوع في شراك الوساوس