responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأقسام القرآنية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 466

ومن جملة الكلمات البراقة والألفاظ الجميلة الأخرى (التمدن والتحضر) وفي مقابلها (التوحش والبربرية) فلا أحد من الناس يخالف التمدن ويعترض عليه، ولكن للأسف الشديد نرى في عالمنا المعاصر أنّ المدّعين للتمدن والتحضر هم أكثر الناس وحشية وبربرية، وكأنّهم سبقوا الجميع للتوغل في وادي التوحش.

ومن الكلمات الجميلة «التفكير بالمستقبل» فالشيطان يضع البخل في لفافة من هذه الكلمة الجميلة ويخدع البخيل بها بذريعة أنّك لاينبغي أن تتحرك على مستوى الإنفاق وبذل المال للفقراء والمحتاجين لأنّ ذلك يتقاطع مع مستقبل أهلك وأطفالك.

الأشخاص الجبناء بدورهم يعملون على تغطية هذه الرذيلة بظاهر براق يدعى ب «الاحتياط»، فيقول الشيطان لهؤلاء «لا ينبغي للإنسان أن يوقع نفسه في الهلكة»، أجل فالشيطان يزين «الجبن» بثياب «الاحتياط».

عندما كان العرب في الجاهلية يدفنون بناتهم أحياء في التراب، ومن أجل التغطية على صيحات الوجدان وخنق أنفاس الضمير وتكميم أفواه المعترضين فإنّهم يزينون عملهم هذا بكلمة «الغيرة» فكانوا يقولون إنّ بناتنا تعرضت للأسر في الحرب الفلانية، وبعد أن انتهت الحرب ووقعت الهدنة والصلح بين الطرفين طالبنا ببناتنا الأسيرات، فرأينا أنّهنّ قد تزوجن من أعدائنا وولدن لهم أولاداً، ولذلك لم يقبلن بالعودة إلينا وقد أصبحنا مورد استهزاء الناس وسخرية القبائل العربية، ولهذا السبب ومن أجل أن لا تقع بناتنا أسرى بيد الأعداء فإننا نقوم بدفنهن أحياء.

أجل! هؤلاء ارتكبوا، تحت مظلّة الغيرة والدفاع عن الشرف، أشنع الجرائم في حق الإنسان والكرامة والشرف.

المعصية في ثوب العبادة!

ويتحرك الشيطان والأهواء النفسية في عملية التسويل وتزيين الأعمال إلى‌

نام کتاب : الأقسام القرآنية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 466
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست