، وقد ذكر المؤرخون أنّ النبي الأكرم صلى الله عليه و آله ضاع عدّة مرات في
مكّة، ففي مرّة كان تحت كفالة عبدالمطلب، وعندما كان يرضع من حليمة السعدية، وفي
ذلك الوقت كان النبي ينعم برعاية والدته الحنون، لأنّ مكّة كانت مدينة جبلية وبذلك
من السهل أن يضيع الطفل في المفاوز والوديان، والآن أيضاً إذا نظرتم من داخل مدينة
مكّة فسوف لا ترون المسجد الحرام ولا المآذن العالية، لأنّ المسجد الحرام يقع في
منطقة منخفضة، وفي جميع هذه الحوادث كان اللَّه تعالى هو الذي يحفظ نبيّه ويعيده
إلى أهله.
2. الضالّ: هنا بمعنى الغفلة، أي أنّ النبي كان قبل النبوة غافلًا عنها،
فالآية تخاطب النبي أنّك كنت غافلًا ولا تعلم بخبر النبوة وتعاليم السماء ونحن
الذين علّمناك، كما ورد هذا المعنى في سورة يوسف حيث يخاطب الباري عزّوجلّ نبيّه
الكريم صلى الله عليه و آله ويقول:
النتيجة أنّ الضالّ بمعنى التائه أو بمعنى الغافل، وكانت من حالات النبي قبل
البعثة وأعاده اللَّه تعالى إلى أهله، أوعلّمه ما لم يعلم كما هو المعنى الثاني.