responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأقسام القرآنية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 397

المذكورة، فالإنسان يواجه طريقاً مليئاً بالصعوبات ولابدّ له من تهذيب نفسه وتربيتها على الاستقامة في الفكر وفي العمل والسلوك، ومن أجل تحقّق هذه الغاية لابدّ لهذا الإنسان مراعاة المراحل الأربع: المشارطة، المراقبة، المحاسبة، المعاقبة.

ففي كلّ يوم يجب أن يراقب أعماله وسلوكياته وحتّى نيّاته وأفكاره، وفي كلّ يوم أو في كلّ اسبوع أو على الأقل في كلّ شهر يحاسب نفسه على ما قام به من أعمال وما اجترحه من سيئات، فإذا كان قد ارتكب سيئة ومعصية فإنه يعاقب نفسه ويوبخها، وربّما يقوم بحرمانها من بعض المباحات والملذات التي ترغب فيها، وإذا كان قد بدر منه عملًا حسناً فإنّه يشكر اللَّه تعالى على ذلك، وطبعاً لابدّ لهذا السالك في هذا المسير من الاعتماد على اللَّه واللجوء إليه في جميع حالاته ومواقفه، فلا يمكن سلوك هذا الطريق بدون الاستعانة باللطف الإلهي وبدون تسديد ربّاني، كما تشير الآية الشريفة في قصة يوسف عليه السلام إلى هذه الحقيقة وتقول:

«وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ» [1].

ولمّا وجد يوسف عليه السلام نفسه في مقابل الضغوط الشديدة وتهديد زليخا إيّاه، لجأ إلى ربّه وسأله الخلاص من الوقوع في أوهام الخطيئة والمعصية وقال:

«رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِى إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّى كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِّنَ الْجَاهِلِينَ» [2].

وأخيراً فإنّ النبيّ يوسف عليه السلام نجح في التغلب على نفسه ووصل أخيراً إلى استلام مقاليد القوّة والسلطة بلطف اللَّه تعالى وتسديده وأصبح عزيزاً في الدنيا والآخرة.


[1]. سورة يوسف، الآية 24.

[2]. سورة يوسف، الآية 33.

نام کتاب : الأقسام القرآنية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 397
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست