responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأقسام القرآنية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 308

متشابهة في الظاهر ولكنّ القسم بكل مورد منها في الحقيقة قسم بجزء من الليل والنهار، وذلك كما يلي:

في مورد يقول القرآن: «وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ» فهنا لم يقسم بكل الليل بل بالنصف الثاني منه.

وفي مورد آخر يقول: «وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ» وهنا نرى أنّ القسم وقع بوقت خاص من الليل لا كلّ الليل، وذلك في الوقت الذي يقترب من آذان الصبح وقبل طلوع الفجر الصادق حيث تستعد أجواء السماء لاستقبال ضياء الفجر.

وفي الآيات مورد البحث من سورة الليل نقرأ: «وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى» أي قسم بالليل عندما يغطي الضياء، فهنا القسم بوقت خاص من الليل، أي أول الليل، ومن هنا فإنّ اللَّه تعالى أقسم بثلاثة أوقات خاصّة من الليل ولم يقع التكرار في هذه الأقسام.

وأمّا الآيات المتعلقة بالنهار، ففي مورد يقول: «وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ» وهو إشارة إلى بداية الصبح.

وفي مورد آخر يقول: «وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ» وهنا نرى أنّ القسم بوقت طلوع الشمس.

وفي الآية الثالثة يقول: «وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى» أي ما يقترب من الظهر وارتفاع الشمس، إذن فهذه الموارد الثلاثة من الأقسام تختلف فيما بينها. بل تحكي عن حالات مختلفة من النهار، ففي الأولى‌ تتحدّث الآية عن بداية طلوع الفجر الصادق، وفي الثانية بداية طلوع الشمس، وفي الثالثة عند ارتفاع الشمس في قلب السماء، وهذا يعكس غاية الفصاحة والبلاغة في القرآن الكريم ويريد اللَّه تعالى إفهامنا أنّ النهار بمجموعه لا يعتبر آية واحدة، والليل بمجموعه ليس آية وحدة بل إنّ الحالات المختلفة لليل والنهار كل واحدة منها تعتبر آية مستقلة من الآيات الإلهيّة، كما أنّ هذه الحقيقة في مورد الإنسان وردت في الآيتين 20 و 21 من سورة الذاريات:

نام کتاب : الأقسام القرآنية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 308
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست