responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأقسام القرآنية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 29

باللَّه تعالى فكأنّه يريد إفهام المخاطب بأنّه سينجز ذلك العمل حتماً وكأنّ ذلك العمل من حيث الأهميّة وضرورة الإنجاز بالنسبة له كما هو الحال في أهميّة اللَّه تعالى بالنسبة له، وعلى هذا الأساس فالقسم في الواقع هو نوع من إيجاد التناسب والارتباط بين أمرين: المقسم له والمقسم به، ولذلك يكون القسم عادة بالأمور المقدّسة أو الأمور المهمّة في نظر المقسم، ولا أحد يقسم بالأمور المبتذلة وبما لا قيمة له، وبكلمة، إنّ القسم عبارة عن إيجاد الرابطة الذهنية بين أمر مقدّس أو مهم، وبين العمل الذي يقصد إنجازه وتحقيقه.

4. فلسفة الأقسام الإلهيّة

سؤال: لماذا يقسم اللَّه تعالى؟ وما هي حاجته للقسم بحيث إنّ القسم الإلهي في القرآن يتجاوز 100 مورد تقريباً؟ وهل الأقسام الإلهيّة الواردة في القرآن الكريم يقصد بها المؤمنون أم المقصود بالخطاب هم الكافرون؟ فلو كان المقصود بالقسم في هذه الآيات هم المؤمنون، فإنّهم لا يحتاجون للقسم، لأنّهم يتحركون في مقام امتثال أوامر اللَّه وأحكامه من موقع الطاعة والإيمان بدون الحاجة إلى القسم، وإن كان المقصود بها هم الكفّار فإنّ القسم بالنسبة لهم لا يكون ذا فائدة، لأنّ الكفّار لا يتحركون من موقع الطاعة والعبودية والتسليم للَّه‌تعالى حتى مع القسم.

الجواب: ذكر المفسّرون للأقسام الإلهيّة حكمتين:

أ) إنّ جميع المسائل والأمور ليست على مستوى واحد من حيث الأهميّة، فبعضها مهم والبعض الآخر أهم، كما أنّ جميع الواجبات ليست بمستوى واحد من حيث الوجوب والأهميّة بل لها مراتب مختلفة.

إنّ جميع المؤمنين ليسوا على درجة واحدة من الإيمان، بل تتفاوت درجاتهم ومراتبهم الإيمانية بشكل كبير، ومن هنا فإنّ اللَّه تعالى إذا أراد أن يبيّن أهميّة أمر من‌

نام کتاب : الأقسام القرآنية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 29
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست