responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأقسام القرآنية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 279

وَإِلى‌ إِرادَتِهِ سَريعٌ. سُبْحانَهُ ما أَعْجَبَ ما دَبَّرَ فِي أَمْرِكَ، وَأَلْطَفَ ما صَنَعَ فِي شَأْنِكَ، جَعَلَكَ مِفْتاحَ شَهْرِ حادِثٍ لِامْرٍ حادِثٍ ...» [1].

فهنا نرى أنّ الإمام زين العابدين عليه السلام عندما رأى الهلال صرّح بهذه الكلمات الجذابة على شكل دعاء، وفي ذلك الوقت كانت الهيئة الفلكية لبطليموس هي السائدة على المحافل العلمية في العالم، وفي هذه النظرية فإنّ القمر لا يتحرك بل هو موجود في فلك شفاف، والفلك هو الذي يتحرك وليس للقمر حركة مستقلة عن الفلك، ولكنّ الإمام زين العابدين عليه السلام في ذلك العصر والزمان أشار بشكل إجمالي إلى حركة القمر المستقلة وآثاره وبركاته الأخرى، فالإمام زين العابدين عليه السلام كان يدرك أنّ النظام الحاكم على القمر يمتد في أعماق التاريخ إلى ملايين السنين وهو آية على قدرة وتدبير الصانع العليم، وينبغي أن يقف الإنسان أمام هذا الصانع المدبّر من موقف الخشوع والخضوع.

نور القمر: إنّ القمر في الحقيقة بمثابة مرآة يعكس علينا ضوء الشمس، ويتميز نور القمر باللطافة والجذابية، فنوره ليس بالمقدار الذي يدفع بالإنسان الحريص والطماع إلى ساحة الكسب والعمل، وليس بمقدار ضعيف بحيث لا ينتفع به الإنسان ولا يرى مسيره على الأرض، بل إنّه يستطيع أن يمنح الإنسان حالة من الراحة النفسية والهدوء الروحي في الليالي المقمرة، وكذلك بإمكانه أن يمنح القوافل التي تسير في الليالي نوراً كافياً لهدايتها إلى مقاصدها.

3. سقي المزارع: إنّ المساحات الشاسعة من بساتين النخيل التي تتضمن ملايين من أشجار النخيل الواقعة على سواحل البحار والبحيرات، وخاصّة في مصب الأنهار في البحر، هذه المناطق تسقى بواسطة القمر، ففي مناطق التقاء النهر بالبحر فإنّ المياه الحلوة والعذبة للأنهار لا تختلط بسرعة مع المياه المالحة للبحر،


[1]. مفاتيح نوين (بالفارسية) لسماحة آية اللَّه العظمى الشيخ ناصر مكارم الشيرازي، في أعمال الأشهر الإسلاميّة.

نام کتاب : الأقسام القرآنية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 279
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست