سؤال: هل يصحّ أن يتعامل اللَّه تعالى مع عبدة
الأهواء بمثل هذه الشدّة والخشونة؟
الجواب: إنّ هذا النمط من التعامل الشديد هو انعكاس
طبيعي لاتّباع الأهواء، لأنّ العابد لهواه لا يرى سوى نفسه وذاته، ولهذا فمثل هذا
الشخص كمن يغمض عينيه عن الحقائق ولا يراها ولا يسمع شيئاً يتقاطع مع أهوائه ولا
يدرك بفكره ووجدانه شيئاً يخالف ما يريده ويهواه.
وفي ضوء ذلك فإنّ عبادة الهوى تعتبر فرعاً من فروع عبادة الأوثان، بل إنّ
التاريخ البشري يقرر هذه الحقيقة وهي أنّ عبادة الأهواء هي المنشأ والمنبع لعبادة
الأوثان، من قبيل ذلك العالِم الذي اتّبع هواه، فقاده هواه للسجود أمام الشيطان
وعبادة صنم الشيطان.
إنّ إله بعض الناس يتمثّل بالمال، والكثير من الأشخاص الذين يتعاطون الشأن
السياسي في العالم لا يعبدون سوى الدولار، ويستخدمون مقولة حقوق الإنسان، الحرية،
الديمقراطية، حقوق المرأة، حرية المطبوعات، حرية العقيدة، إزالة التمييز ضد
النساء، معاهدة منع وانتشار الأسلحة الكيمياوية وأمثال ذلك، كأدوات للتوصل إلى
المزيد من الثروة، ولهذا فإنّهم يعتبرون الأشخاص الذين يتحركون في هذا الخط
ويستجيبون لأغراضهم ومطامعهم ويحققون أهدافهم، أنّهم من الأصدقاء والدول الصديقة،
حتى وإن لم تتمّ رعاية الأصول الأخلاقية والإنسانية في تلك الدول، أمّا