responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأقسام القرآنية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 218

الجواب: من البديهي أنّ هذا المعنى غير مقصود قطعاً، لأنّ هذه العقيدة باطلة ولا أساس لها، وعليه فالمقصود من كلمة «روحي» في الآيتين المذكورتين هي روح سامية وعظيمة ومقدّسة ولشدّة عظمتها وقداستها فإنّ اللَّه تعالى نسبها إلى نفسه، وعلى حدّ تعبير طلبة العلوم الدينية إنّ إضافة الروح إلى اللَّه تعالى في قوله «روحي» هي إضافة تشريفية، وهذا الامتياز أيضاً يختص بالإنسان ولابدّ أن يكون كذلك، لأنّ المخلوق الذي يملك اللياقة لأن يكون خليفة اللَّه على الأرض لابدّ أن يملك روحاً عظيمة منسوبة إلى اللَّه تعالى.

ج) معلّم الملائكة!

بعد أن جرى الحوار بين اللَّه تعالى والملائكة حول خلق كائن جديد يدعى بالإنسان، وقد وقف منه الملائكة موقفاً سلبياً واعترضوا على خلقه فقال اللَّه تعالى‌ «... قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَاتَعْلَمُونَ» [1] فقنعوا بهذا الجواب، وبذلك خلق اللَّه الإنسان وعلّمه الأسماء كلّها، لتجسيد مقولة أفضلية الإنسان على الملائكة في الواقع الخارجي‌ «وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا»، ولمّا طلب اللَّه تعالى من الملائكة الإخبار عن هذه الأسماء لم ينجحوا في هذا الامتحان، وقالوا في خطابهم للذات المقدّسة:

«قَالُوا سُبْحَانَكَ لَاعِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ» [2] ثم إنّ اللَّه تعالى أشار إلى آدم عليه السلام وأمره بتعليم هذه الأسماء للملائكة، فعندما علّم آدم عليه السلام الأسماء بأمر اللَّه تعالى، قال تعالى في جملة مقتضبة مخاطباً الملائكة: «قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ» [3]. فأذعن الملائكة لهذه الحقيقة وقبلوا بأفضلية الإنسان عليهم في علمه التفصيلي بالأسماء


[1]. سورة البقرة، الآية 30.

[2]. سورة البقرة، الآية 32.

[3]. سورة البقرة، الآية 33.

نام کتاب : الأقسام القرآنية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 218
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست