responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأقسام القرآنية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 103

يطلعون على هذا الكتاب ويطلعون على جميع أسرار هؤلاء المجرمين، وهذا من شأنه أن يكون عاملًا على منع هؤلاء المجرمين من ارتكاب الجرم، و الشي‌ء الذي يعيق الإنسان عن ارتكاب الذنب والمعصية فهو شي‌ء مقدّس ويمكن القسم به.

سؤال آخر: ماذا يكتب في كتاب الأعمال؟

الجواب: إنّ اللَّه تعالى يقول على لسان الأشخاص الذين تملكهم الدهشة والحيرة يوم القيامة من دقّة هذا الكتاب:

«مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَايُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا» [1].

وعلى ضوء ذلك فإنّ كتاب الأعمال يدوّن فيه جميع الأعمال والأقوال الصغيرة والكبيرة للإنسان طيلة عمره، حتى الأعمال التي يراها الإنسان تافهة وغير مهمة.

السؤال الثالث: ما هي حقيقة كتاب الأعمال؟

الجواب: إنّ معلوماتنا عن مسائل الآخرة وتفاصيلها ليست سوى مفاهيم كلية وإجمالية، وتفاصيل وجزئيات ذلك اليوم غير واضحة لدينا، ونحن نعلم ونؤمن بوجود الجنّة والنار والحساب والكتاب وعرض الأعمال والثواب والعقاب بشكل عام، وأمّا جزئيات هذه الأمور فغير واضحة، ولو أنّ القرآن الكريم سعى لبيان هذا التفاصيل والجزئيات فلعلنا لا نستطيع درك هذه الأمور، لأننا نعيش في عالم أدنى من ذلك العالم العلوي، وعليه فنحن نعيش في عالم محدود وضيق ولا يمكن بكلماتنا وقوالب الألفاظ واللغات البشرية والتصورات الذهنية المحدودة في هذا العالم، بيان وفهم المفاهيم العالية لذلك العالم، كما أنّ الجنين في بطن أمّه الذي لا يفهم سوى الدم وغشاء الرحم المحيط به ومقدار الاوكسجين الذي يصل إليه من خلال الدم، غير قادر على إدراك مفهوم الشمس المشرقة والقمر المنير وجمال الطبيعة خارج رحم الام حتى لو كان من الأفراد النوابغ مثل ابن سينا، وعلى هذا


[1]. سورة الكهف، الآية 49.

نام کتاب : الأقسام القرآنية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 103
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست