روى أنّه لمّا ضربه ابن ملجم أوصي إلى الحسن و الحسين وصيّة طويلة في آخرها: يا بني عبد المطّلب لا تخوضوا دماء المسلمين خوضا تقولون قتل أمير المؤمنين ألا لا تقتلنّ بي إلّا قاتلي انظروا إذا أنا متّ من ضربته هذه فاضربوه ضربة و لا تمثّلوا به، فانّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول: إيّاكم و المثلة و لو بالكلب العقور.
أخرجه الفضائلي.
و منهم العلامة الامرتسرى في «أرجح المطالب» (ص ط لاهور) روى الحديث نقلا عن «الاستيعاب» بعين ما تقدّم عنه بلا واسطة.
[1] قال ابن ابى الحديد في «شرح النهج» (ج 1 ص 17 ط القاهرة) قال:
انا ما رأينا شجاعا جوادا قط، كان عبد اللّه بن الزبير شجاعا و كان أبخل الناس، و كان الزبير أبوه شجاعا و كان شحيحا قال له عمر: لو وليتها لظلت تلاطم الناس في البطحاء على الصاع و المد،
و أراد على عليه السّلام أن يحجر على عبد اللّه بن جعفر لتبذيره المال فاحتال لنفسه فشارك الزبير في أمواله و تجاراته فقال عليه السّلام: أما انه قد لاذ بملاذ و لم يحجر عليه،
و كان طلحة شجاعا و كان شحيحا أمسك عن الإنفاق حتى خلف من الأموال مالا يأتى عليه الحصر، و كان عبد الملك شجاعا و كان شحيحا يضرب به المثل في الشح و سمى رشح الحجر لبخله، و قد علمت خال أمير المؤمنين عليه السّلام في الشجاعة و السخاء كيف هي و هذا من أعاجيبه أيضا عليه السّلام.