روى الكلّ أيضا أنّه عليه السّلام قال له و قد بعثه إلى اليمن قاضا: اللهم اهد قلبه و ثبّت لسانه [2] قال: فما شككت بعدها في قضاء بين اثنين
و هو عليه السّلام الّذي أفتى في المرأة الّتى وضعت لستّة أشهر، و هو الّذى افتى في الحامل الزّانية، و هو الّذي قال في المنبريّة صار ثمنها تسعا و هذه المسألة لو أفكر الفرضي فيها فكرا طويلا لاستحسن منه بعد طول النظر هذا الجواب فما ظنّك بمن قاله بديهة و اقتصبه ارتجالا [3] (انتهى).
و قال علامة الكلام و الأدب السيد أحمد بن يحيى بن المرتضى الحسنى المهدى لدين الله اليماني الصنعائى المتوفى سنة 80 في كتابه «طبقات المعتزلة» (ص 6 ط بيروت): قال:
و كذلك فقه اهل العراق أخذوه عن ابى حنيفة عن حمّاد بن سلمة عن علقمة و الأسود عن على عليه السّلام و ابن مسعود [4]
[1] تقدم ذكر بعض مداركه في (ج 4 من ص 320، الى ص 323) فراجع
[2] تقدم ذكر بعض مداركه في باب نوادر ادعية النبي صلى اللّه عليه و آله في على (ع) في (ج 7 ص 63 الى ص 77) و سيجيء الأحاديث المشتملة عليه بنحو الاخبار بأن اللّه سيهدى قلبه و يثبت لسانه.
[3] سيأتي مدارك ذلك كله عند ذكر بعض قضاياه العجيبة.
[4] ثم قال بعد ذلك: و سند المعتزلة لمذهبهم أوضح من الفلق إذ يتصل الى واصل و عمرو اتصالا ظاهرا شاهرا، و هما أخذا عن محمد بن على بن أبي طالب و ابنه أبى هاشم عبد اللّه ابن محمد، و محمد هو الذي ربى واصلا و علمه حتى تخرج و استحكم، و محمد أخذ عن أبيه على بن أبي طالب عليهم السلام عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم،وَ ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى.
قال الحاكم: و بيان اتصاله بواصل و عمرو انه أخذه القاضي عن أبي عبد اللّه البصري