و أخذ أبو عمرو بن العلاء عمن أخذ عنه ثم نجم من أصحاب أبي عمرو عيسى بن عمر و يونس بن حبيب و أبو الخطاب الأخفش فألف عيسى كتابين سمى أحدهما الكامل و الآخر الجامع، قال المبرد: فأخذ الخليل عن عيسى فلم يكن قبله و لا بعده مثله، و هو القائل يمدح كتابي عيسى:
بطل النحو الذي جمعتم غير ما أحدث عيسى بن عمر ذاك إكمال و هذا جامع و هما للناس شمس و قمر
علمه عليه السّلام بالجفر
رواه جماعة من علماء العامة في كتبهم:
فمنهم الفاضل المعاصر محمد رضا في «الإمام علي بن أبي طالب كرم اللّه وجهه رابع الخلفاء الراشدين» (ص 320 ط دار الكتب العلمية- بيروت) قال:
إن علم الجفر عبارة عن العلم الإجمالى بلوح القضاء و القدر المحتوى على كل ما كان و ما يكون كليا و جزئيا، و قد يقرن بالجامعة فيقال الجفر و الجامعة. فالجفر عبارة عن لوح القضاء و القدر الذي هو عقل الكل، و الجامعة لوح القدر الذي هو نفس الكل. و قد ادعى طائفة أن الإمام علي بن أبي طالب وضع الحروف الثمانية و العشرين على طريق البسط الأعظم في جلد جفر و هو الذكر من المعزى، و الشاء الذي يبلغ أربعة أشهر. يستخرج منها بطريق مخصوصة و شرائط معينة ألفاظ مخصوصة يستخرج منها ما في لوح القضاء و القدر. و هذا علم يتوارثه أهل البيت و من ينتمي إليهم و يأخذ منهم من المشايخ الكاملين، و كانوا يكتمونه عن غيرهم كل الكتمان، و قيل لا يقف على هذا الكتاب حقيقة إلا المهدي المنتظر خروجه آخر الزمان. و قال ابن طلحة: الجفر و الجامعة كتابان جليلان أحدهما ذكره الإمام علي، و هو يخطب