responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحقاق الحق و إزهاق الباطل نویسنده : التستري، القاضي نور الله    جلد : 32  صفحه : 219

بأصحابه، و إنزالهم منازلهم، و اتهام بعضهم على بعض.

و قال رجل رابع من الموالي: قال أحد حكمائنا ينصح كسرى أنو شروان: كلمة منك تسفك دما، و أخرى تحقن دما، و سيفك مسلول على من سخطت عليه، و رضاك بركة مستفادة على من رضيت. و ما نقول لك إلا هذا يا أمير المؤمنين، فاختر لولايتك أحد رجلين إما أن يكون وضيعا فرفعته، أو صاحب شرف مهمل فاصطنعته.

و عجب بعض العرب من أصحاب الإمام فصاح: ويلكم! أ تعلّمون أمير المؤمنين و هو باب مدينة العلم.

فنصح الإمام أصحابه بالحلم، و طلب منهم أن يجعلوا الحكمة ضالتهم، فقد علمهم الرسول أن الحكمة ضالة المؤمن و أن عليه أن ينشدها، و قال لمن أنكر على الموالي أن يشيروا على أمير المؤمنين: لا يقذفن في روعك أنك إذا استشرت الرجال ظهر للناس منك الحاجة إلى رأي غيرك، فتنقطع بذلك عن المشورة، فإنك لا تريد الفخر، و لكن الانتفاع. ثم التفت الإمام إلى أصحابه قائلا: ما هلك امرؤ عن مشورة، و نعم المؤازرة المشاورة، و من استقبل وجوه الآراء عرف مواضع الخطأ، و قد قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم: ما ندم من استشار. فاعلموا أن الخطأ مع الاستشارة خير من الصواب مع الاستبداد، فتعوذوا من سكرات الاستبداد بصحوات الاستشارة، و اعلموا أن الرأي يسد ثلم السيف، و السيف لا يسد ثلم الرأي. فلا يرفع أحدكم صوته بغير حجة على أحد من الموالي، و اعلموا أن الظفر لمن احتج، لا لمن لج.

ثم التفت إلى أحد الذين صاحوا في وجه الموالي الأربعة و قال: العقل حسام قاطع، و الحلم غطاء ساتر، فقابل هواك بعقلك، و استر خلل خلقك بحلمك، و لا يتعصب أحدكم لقبيلته أو لقومه من العرب، فقد نظرت فما وجدت أحدا من العالمين يتعصب لشي‌ء إلا عن علة تحتمل تمويه الجهلاء، أو حجة من عقول السفهاء.

و شرع الإمام يكتب إلى عماله الذين اشتكاهم الموالي، فكتب لأحدهم: اتق اللّه، و لا تبغ على أهل القبلة، و لا تظلم أهل الذمة، فإن اللّه لا يحب المتكبرين، و اعلم أن من آذى إنجيليا فقد آذاني.

نام کتاب : إحقاق الحق و إزهاق الباطل نویسنده : التستري، القاضي نور الله    جلد : 32  صفحه : 219
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست