responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحقاق الحق و إزهاق الباطل نویسنده : التستري، القاضي نور الله    جلد : 32  صفحه : 217


و بهاء ثوبك لا يضرك بعد أن‌ تخشى الإله و تتقي ما يحرم‌ فاعلم رحمك اللّه أنه لا بأس بالغنى لمن اتقى، و اعلم أن الإيمان أن تؤثر الصدق حيث يضرك على الكذب حيث ينفعك، و ألا يكون في حديثك فضل زيادة على عملك، و أن تتقى اللّه في حديث غيرك فلا تعتزل الناس، فلا رهبانية في الإسلام و تدبر قول الرسول صلّى اللّه عليه و سلم: رهبانية أمتي الجهاد. و تعلم و علّم غيرك، فما أخذ اللّه على أهل الجهل أن يتعلموا حتى أخذ على أهل العلم أن يعلّموا. و كفاك أدبا لنفسك اجتناب ما تكرهه لغيرك، فخذ من الدنيا ما أتاك، و تول عما تولى عنك، أو ليس اللّه تعالى يقول:وَ الْأَرْضَ وَضَعَها لِلْأَنامِ* فِيها فاكِهَةٌ وَ النَّخْلُ ذاتُ الْأَكْمامِ‌؟ أو ليس اللّه يقول:مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ* بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ‌ إلى قوله تعالى:يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَ الْمَرْجانُ‌؟ و قد قال تعالى:وَ أَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ‌. فظل الرجل صامتا لا يرد على الإمام. فقال: تكلم يا رجل ليعرف الناس من أنت، فإن المرء مخبوء تحت لسانه. فقال الرجل: يا أمير المؤمنين تنهاني عن العزوف عن زينة الحياة التي أحل اللّه لعباده و الطيبات من الرزق، فعلام اقتصرت في مطعمك على الطعام الغليظ و في ملبسك على الخشونة؟ و تركت قصر الإمارة و نزلت منزل أفقر أهل الكوفة؟

فضحك الإمام كرم اللّه وجهه، و قال: إن اللّه الذي جعلني إماما لخلقه فرض علي التقدير في نفسي و مطعمي و مشربي و ملبسي و مسكني كضعفاء الناس، لأن اللّه أخذ على أئمة الهدى أن يكونوا في مثل أدنى أحوال الناس ليقتدي بهم الغني، و لا يزرى بالفقير فقره. فو اللّه ما ضرب اللّه عباده بسوط أوجع من الفقر، و لو تمثل لي الفقر رجلا لقتلته، فالفقر هو الموت الأكبر، و إني لأعرف أن الفقر غربة في الوطن، و الغنى وطن في الغربة، و لكني سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول: و اللّه ما الفقر أخشى عليكم و لكن أن تفتح عليكم الدنيا فتنافسوها. و اللّه لقد رقعت مدرعتي هذه حتى استحييت من راقعها، و لقد قال لي قائل: ألا تنبذها عنك؟ فقلت له: اغرب عني. فعند الصباح يحمد القوم السرى. و اللّه لأن أبيت على حسك السعدان (الشوك الحاد)

نام کتاب : إحقاق الحق و إزهاق الباطل نویسنده : التستري، القاضي نور الله    جلد : 32  صفحه : 217
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست