المخشوش [1] و اضرموا النّار في بيته [2] و سفكوا دماء ذرّيته الطاهرة [3] و قوم مقتصدون أولئك جعلوا عليا عليه السّلام إماما و لم يتعدّوا به ما جعله اللّه له، و معلوم أن التميز من الامّة قليل، و العمى فيها كثير، و على ذلك مضى جمهورها، ألم تر أنّ قوم موسى على نبيّنا و آله و عليه السّلام حال صعودهم من البحر قد شاهدوا الآية العظمىفَأَتَوْا عَلى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلى أَصْنامٍ لَهُمْ قالُوا يا مُوسَى: اجْعَلْ لَنا إِلهاً كَما لَهُمْ آلِهَةٌ، قالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ، فلا عجب حينئذ أن تنقلب الامة بعد نبيّها، و تختلف في وصيّه (وصيّته خ) و معلوم أنّ أبا بكر لم يقل أحد من الامّة بأسرها إنّه إله يحيي و يميت، بل قوم يرون إمامته، و قوم لا يرونها أصلا و الامة بأسرها قائلة بامامة عليّ عليه السّلام لكنهم منهم من جعله رابعا، و الخلاف حينئذ في علي عليه السّلام بين الإلهيّة و الإمامة، و الخلاف في أبي بكر هل هو إمام أم لا؟ و هذا تباين عظيم و تباعد مفرط قد بلغ إلى الغاية و ارتفع في النّهاية كما أشار اليه الفرزدق [4] رحمه اللّه بقوله:
أزاح العلل و أجاب عنهما بما يشفى القلوب و يكشف الكروب جزاء اللّه خير الجزاء و النسختان مخطوطتان و هما عندي بخطه الشريف، من على بهما العلامة الموالي لأهل البيت عليهم السّلام المفسر الفلكي الحيسوب الرياضي المتكلم الشاعر المحدث حجة الإسلام الشيخ حيدر قلى خان المشتهر بسردار الكابلي قدس اللّه سره و أجزل تشريفه، و أرجو من فضله تعالى ان يقيض الهمم في طبعهما و نشر هما آمين آمين.
[1] الخشاش بالكسر ما يدخل في عظم انف البعير و الخش: البعير المخشوش ق.
[2] كما سيجيء ذكر مداركه في باب المطاعن إن شاء اللّه.
[3] كالحسين الشهيد المظلوم و ساير الأئمة الاطهار عليهم السّلام.
[4] هو ابو فراس همام بن غالب بن صعصعة بن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع ابن دارم التميمي الشاعر الشهير و الناظم النحرير امه ليلى بنت حابس اخت الأقرع بن حابس و أبوه من أشراف قومه وجده صعصعة صحابى، و كان المترجم من الشعراء