و في فيض القدير (6/ 17) شرح الجامع الصغير قال الشيخ المناوي في شرح حديث
«منا الذي يصلي عيسى خلفه»:
أي (منا) أهل البيت (الذي) أي الرجل الذي
(يصلي عيسى ابن مريم)
روح اللّه عند نزوله من السماء في آخر الزمان عند ظهور الدجال (خلفه) فإنه ينزل كما في حديث مسلم، و أحمد، شرقى دمشق، أو بيت المقدس، فيجد الإمام المهدي يريد الصلاة فيحس به المهدي فيتأخر ليتقدم فيقدمه عيسى عليه السلام و يصلي خلفه.
و هو المقصود من رواية أحمد و مسلم، فينزل عيسى بن مريم و طائفة الظاهرة على الحق تصلي، فيقول أميرهم لعيسى: تعال صل بنا، فيقول: لا، إن بعضكم على بعض أمراء. قالوا:
و الأمير هنا هو الإمام المهدي، كما سيأتي بعد.
قال ابن الجوزي في «ارشاد الساري» (5/ 429) عند حديثه عن صلاة عيسى عليه السلام خلف المهدي: لو تقدم عيسى إماما لوقع في النفس إشكال، فصلى مأموما لئلا يتدنس بغبار الشبهة.
و قال الحافظ أبو عبد اللّه محمد بن يوسف بن محمد النوفلي القرشي الكنجي الشافعي في «البيان في أخبار صاحب الزمان» ص 113 ط مؤسسة الهادي للمطبوعات بقم:
و أخبرنا الحافظ أبو عبد اللّه محمد بن محمود البغدادي بها و الحافظ إبراهيم بن محمد بن الأزهر الصريفيني بدمشق، و محمد بن أبي الفضل بمكة حرسها اللّه تعالى، و الحافظ العلامة عثمان بن عبد الرحمن المفتي بدمشق و غيرهم قالوا: أخبرنا المقرئ أبو الحسن بن محمد بن علي بنيسابور، أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن الفضل الفراوي، و أخبرنا عبد الغافر ابن محمد بن عبد الغافر الفارسي، و أخبرنا محمد بن عيسى، أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن سفيان، أخبرنا الحافظ أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري، حدثنا الوليد بن شجاع، و هارون بن عبد اللّه، و حجاج بن الشاعر قالوا: حدثنا حجاج- و هو ابن محمد- عن ابن جريح قال: أخبرنا أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد اللّه يقول: سمعت النبي صلّى اللّه عليه و آله يقول: لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة. قال: فينزل عيسى بن مريم عليه السلام فيقول أميرهم: تعال صل لنا، فيقول: لا، إن بعضكم على بعض أمراء تكرمة اللّه هذه الأمة.