ما لا يخفى من الحشو المردود، أما في البيت الأوّل فلأنّ قوله التطويل حشو غير صحيح لما حقّق [1] من مغايرتهما في علم المعاني، فيكون تطويلا بلا حشوا و أما في البيت الثاني فلأنّ قوله طويل حشو لا يناسب مقصوده، لأنّ المردود هو التطويل لا مطلق الكلام الطويل، وها أنا أقول في مقابلة ما أنشده من شعره الحشو الذّميم مخاطبا إيّاه بما يستحقّه من الطعن و الشّتم الأليم شعر:
أراك على شفا جرف عظيم بما أوعيت جوفك من قضيم [2] لعلّك أنت لم ترزق أديبا لكي يعركك عركا [3] للأديم [4] و أنت الحشو تعزى الحشو جهلا إلى عالى كلام من عليم براعته [5] كوحى من كلام يراعته [6] عصا ليد الكليم أما أنت الذي أكثرت لحنا و قد تنعق [7] نعيقا كالبهيم و كم ألفت من لفظ ركيك و كم رتّبت من قول عقيم لأوهن من بيوت العنكبوت [8] و أهون من قوى العظم الرّميم
[1] قال المحقق التفتازاني في شرحه المختصر على تلخيص المفتاح: التطويل ان يزيد اللفظ على الأصل المراد لا لفائدة و لا يكون اللفظ الزائد معينا. و الحشو ان يزيد اللفظ على الأصل المراد لا لفائدة و يكون اللفظ الزائد معينا.