منهم العلامة الخطيب التبريزي العمرى في «إكمال الرجال» (ص 623 ط دمشق) قال: جعفر الصادق: هو جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، الصّادق، كنيته أبو عبد اللّه، كان من سادات أهل البيت [1]. روى عن أبيه و غيره سمع منه الأئمّة الأعلام نحو يحيى بن سعيد و ابن جريح و مالك بن أنس و الثوري
[1] و قال العلامة محمد بن طلحة الشافعي في «مطالب السئول» (ص 81 ط طهران).
و هو (أى جعفر بن محمد الصادق) من عظماء أهل البيت و ساداتهم ذو علم جمة و عبادة موفرة و أوراد متواصلة و زهادة بينة و تلاوة كثيرة يتبع معاني القرآن الكريم و يستخرج من بحره جواهره و يستنتج عجائبه و يقسم أوقاته على أنواع الطاعات بحيث يحاسب عليها نفسه، رؤيته تذكر الآخرة و استماع كلامه يزهد في الدنيا و الاقتداء بهداه يورث الجنة، نور قسماته شاهد أنه من سلالة النبوة و طهارة أفعاله تصدع بأنه من ذرية الرسالة إلى ان قال: و له القاب أشهرها الصادق و منها الصابر و الفاضل و الطاهر و أما مناقبه و صفاته فتكاد تفوت عدد الحاصر و يحار في أنواعها فهم اليقظ الباصر حتى أن من كثرة علومه المفاضة على قلبه من سجال التقوى صارت الاحكام التي لا تدرك عللها و العلوم التي تقصر الافهام عن الإحاطة بحكمها، تضاف إليه و تروى عنه، و قد قيل: ان كتاب الجفر الذي بالمغرب يتوارثه بنو عبد المؤمن هو من كلامه و ان في هذه لمنقبة سنية و درجة في مقام الفضائل عليه، و هي نبذة يسيرة مما نقل عنه.