قال أبو مخنف عن عقبة بن أبي العيزار انّ الحسين خطب أصحابه و أصحاب الحرّ بالبيضة فحمد اللّه و أثنى عليه ثمّ قال: أيّها النّاس إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال: من رأى سلطانا جائرا مستحلا لحرم اللّه ناكثا لعهد اللّه مخالفا لسنّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يعمل في عباد اللّه بالإثم و العدوان فلم يغيّر عليه بفعل و لا قول كان حقّا على اللّه أن يدخله مدخله ألا و إنّ هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان و تركوا طاعة الرحمن و أظهروا الفساد و عطّلوا الحدود و استأثروا بالفيء و أحلّوا حرام اللّه و حرّموا حلاله و أنا أحقّ من غير و قد أتتنى كتبكم و قدمت عليّ رسلكم ببيعتكم انّكم لا تسلموني و لا تخذلوني فإن تمّمتم عليّ بيعتكم تصيبوا رشدكم فأنا الحسين بن عليّ و ابن فاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم نفسي مع أنفسكم و أهلي مع أهليكم فلكم في اسوة و إن لم تفعلوا و نقضتم عهدكم و خلعتم بيعتي من أعناقكم فلعمري ما هي لكم بنكر لقد فعلتموها بأبي و أخي و ابن عمّي مسلم و المغرور من اغترّ بكم فحظّكم أخطاتم و نصيبكم ضيّعتم و من نكث فإنّما ينكث على نفسه و سيغنى اللّه عنك و السلام عليك و رحمة اللّه و بركاته.
رواها الطبري في «تاريخ الأمم و الملوك» (ج 4 ص 304 ط الاستقامة بمصر).
و رواها ابن الأثير الشيباني في «الكامل» (ج 3 ص 280 ط المنيريّة بمصر) بعين ما تقدّم عن «تاريخ الأمم» لكنّه ذكر بدل كلمة غير، غيرى- و بدل تمّمتم، أتممتم- ثم قال: فقال له الحرّ: انّي أذكرك اللّه في نفسك فانّي اشهد لئن قاتلت لتقتلنّ فلئن قوتلت لتهلكنّ فيما أرى فقال له الحسين: أبا لموت تخوّفني و هل؟؟ بكم الخطب