قبل الدخول في معالجة الموضوع من المناسب التعرّض الى أمرين :
الأمر الأول : تعريف الأخلاق
الأخلاق ، وهي في اللغة كلمة ثلاثية الأصل ، قال ابن فارس : « الخاء واللام والقاف أصلان : أحدهما تقدير الشيء ، والآخر ملاسة الشيء . فأمّا الأوّل ، فقولهم : خلقت الأديم للسقاء ، إذا قدرته . وأمّا الأصل الثاني ، فصخرة خلقاء ، أي : ملساء »(1).
وقد ذكر غيره لهذه الكلمة ومشتقاتها معاني كثيرة في الاستعمال اللغوي ، لعلّ أقربها إلى المعنى الاصطلاحي الشائع ما ذكره الجوهري من أنّ الخليقة تأتي بمعنى الطبيعة ، والجمع خلائق(2).
وقال أبو هلال العسكري في مقام التفريق بين الطبيعة والقريحة : « إنّالطبيعة ما طبع عليه الإنسان ، أي : خلق ، والقريحة ـ فيما قال المبرّد ما خرج من الطبيعة من غير تكلّف »(3).
(1) معجم مقاييس اللغة 2 : 213 ، تحقيق وضبط عبد السلام محمد هارون ، نشر مكتب الإعلام الإسلامي ، تاريخ النشر 1404 هـ . (2) الصحاح 4 : 1470 ، تحقيق أحمد عبد الغفور العطار ، الطبعة الرابعة 1407 هـ ، نشر دار العلم للملايين . (3) الفروق اللغوية : 336 ، تحقيق مؤسسة النشر الإسلامي ، الطبعة الأولى 1412 هـ .