وروى أيضاً في الخصال عن أبي محمّد عبداللّه الشافعي عن محمّد بن جعفر الأشعث،عن محمّد بن إدريس،عن محمّد بن عبداللّه الأنصاري، عن محمّد ابن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة،عن أبي هريرة،قال:قال رسول اللّه (ص) :
غيّروا الشيب ولا تشبهّوا باليهود و النصارى. (19)
والمستفاد منهما أنّ عدم التغيير تشبّه باليهود و النصارى، و مقتضى النهي المذكور هو الكراهة.
ولكن روي في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين(ع) أنّه سئل عن قول رسول اللّه (ص): غيّروا الشيب ولا تشبّهوا باليهود»، فقال(ع):
إنّما قال(ص) ذلك والدين قُلءّ، فأمّا الآن وقد اتّسع نطاقه وضرب بجرانه فامرءء و ما اختار. (20)
وضرب بجرانه: أي ثبت واستقرّ.
وظاهر الأخير أنّ المنع من الشباهة لتوهّم الضعف، ولا مجال لتلك الشباهة بعد قدرة الدولة الإسلامية، ليس المنع لمجرّد الشباهة.
ومنها ـ ماورد في كنس الأفنية:
روى في الكافي عن الحسين بن محمّد،عن أحمد بن إسحاق، عن سعدان ابن مسلم، عن إسحاق بن عمّار، قال: قال أبو عبداللّه(ص) :
اكنسوا أفنيتكم ولا تشبّهوا باليهود. (21)
وروى أيضاً في الكافي عن بعض أصحابنا قال: قال رسول اللّه (ص) :
اكنسوا أفنيتكم ولا تشبّهوا باليهود. (22)