ذَلِكَ، وَ تُسَلِّمُوا مَعَهُمْ، وَ قَدْ تَمَّتْ صَلَاتُكُمْ لِأَنْفُسِكُمْ، وَ لْيَكُنِ الْإِمَامُ عِنْدَكُمْ وَ الْحَائِطُ بِمَنْزِلَةٍ وَاحِدَةٍ، فَإِذَا فَرَغَ مِنَ الْفَرِيضَةِ فَقُومُوا مَعَهُمْ فَصَلُّوا السُّنَّةَ بَعْدَهَا أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، فَقَالَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ أَ فَلَيْسَ يَجُوزُ إِذَا فَعَلْتَ مَا ذَكَرْتُ قَالَ نَعَمْ[1] فَهَلْ سَمِعْتَ أَحَداً مِنْ أَصْحَابِنَا يَفْعَلُ هَذِهِ الْفَعْلَةَ قَالَ نَعَمْ كُنْتُ بِالْعِرَاقِ وَ كَانَ يَضِيقُ صَدْرِي عَنِ الصَّلَاةِ مَعَهُمْ كَضِيقِ صُدُورِكُمْ، فَشَكَوْتُ ذَلِكَ إِلَى فَقِيهٍ هُنَاكَ يُقَالُ لَهُ نُوحُ بْنُ شُعَيْبٍ فَأَمَرَنِي بِمِثْلِ الَّذِي أَمَرْتُكُمْ بِهِ، فَقُلْتُ هَلْ يَقُولُ هَذَا غَيْرُكَ قَالَ نَعَمْ، فَاجْتَمَعْتُ مَعَهُ فِي مَجْلِسٍ فِيهِ نَحْوٌ مِنْ عِشْرِينَ رَجُلًا مِنْ مَشَايِخِ أَصْحَابِنَا، فَسَأَلْتُهُ يَعْنِي نُوحَ بْنَ شُعَيْبٍ أَنْ يُجْرِيَ بِحَضْرَتِهِمْ ذِكْراً مِمَّا سَأَلْتُهُ مِنْ هَذَا، فَقَالَ نُوحُ بْنُ شُعَيْبٍ يَا مَعْشَرَ مَنْ حَضَرَ أَ لَا تَعْجَبُونَ مِنْ هَذَا الْخُرَاسَانِيِّ الْغَمْرِ[2] يَظُنُّ فِي نَفْسِهِ أَنَّهُ أَكْبَرُ مِنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ، وَ يَسْأَلُنِي هَلْ يَجُوزُ الصَّلَاةُ مَعَ الْمُرْجِئَةِ فِي جَمَاعَتِهِمْ فَقَالَ جَمِيعُ مَنْ كَانَ حَاضِراً مِنَ الْمَشَايِخِ: كَقَوْلِ نُوحِ بْنِ شُعَيْبٍ، فَعِنْدَهَا طَابَتْ نَفْسِي وَ فَعَلْتُهُ.
في أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ الْمَرْوَزِيِ
1057 مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ، قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو عَلِيٍّ الْمَحْمُودِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: كَتَبَ أَبُو جَعْفَرٍ (ع) إِلَى أَبِي فِي فَصْلٍ مِنْ كِتَابِهِ فَكَأَنْ قَدْ فِي يَوْمٍ أَوْ غَدٍ:[3] ثُمَ وُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وَ هُمْ لا يُظْلَمُونَ، أَمَّا
[1]- نعم قال- خ.
[2]- بالحركات الثلاث: الجاهل.
[3]- قال في الأعيان أي كأنّ قد جاء الموت في اليوم الّذى نحن فيه او غده و هو كناية عن قرب الأجل.