: فَإِنَّهُ كَانَ غَالِياً وَ صِرْتُ إِلَيْهِ إِلَى بَغْدَادَ لِأَكْتُبَ عَنْهُ[1] وَ سَأَلْتُهُ كِتَاباً أَنْسَخُهُ فَأَخْرَجَ إِلَيَّ مِنْ أَحَادِيثِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ فِي التَّفْوِيضِ، فَلَمْ أَرْغَبْ فِيهِ فَأَخْرَجَ إِلَيَّ أَحَادِيثَ مُنْتَسِخَةً مِنَ الثِّقَاتِ، وَ رَأَيْتُهُ مُولَعاً بِالْحَمَامَاتِ الْمَرَاعِيشِ[2] وَ يُمْسِكُهَا، وَ يَرْوِي فِي فَضْلِ إِمْسَاكِهَا أَحَادِيثَ، قَالَ، وَ هُوَ أَحْفَظُ مَنْ لَقِيتُهُ..
فِي حَفْصِ بْنِ عَمْرٍو الْمَعْرُوفِ بِالْعَمْرِيِّ وَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَهْزِيَارَ وَ ابْنِهِ مُحَمَّدٍ
1015 أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ كُلْثُومٍ السَّرَخْسِيُّ، وَ كَانَ مِنَ الْقَوْمِ[3]، وَ كَانَ مَأْمُوناً عَلَى الْحَدِيثِ، حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَصْرِيُّ، قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَهْزِيَارَ قَالَ:، إِنَّ أَبِي لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ دَفَعَ إِلَيَّ مَالًا وَ أَعْطَانِي عَلَامَةً، وَ لَمْ يَعْلَمْ بِتِلْكَ الْعَلَامَةِ أَحَدٌ إِلَّا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ، وَ قَالَ مَنْ أَتَاكَ بِهَذِهِ الْعَلَامَةِ فَادْفَعْ إِلَيْهِ الْمَالَ! قَالَ، فَخَرَجْتُ إِلَى بَغْدَادَ وَ نَزَلْتُ فِي خَانٍ، فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الثَّانِي إِذْ جَاءَ شَيْخٌ وَ دَقَّ الْبَابَ، فَقُلْتُ لِلْغُلَامِ انْظُرْ مَنْ هَذَا! فَقَالَ شَيْخٌ بِالْبَابِ، فَقُلْتُ ادْخُلْ! فَدَخَلَ وَ جَلَسَ، فَقَالَ أَنَا الْعَمْرِيُّ، هَاتِ الْمَالَ الَّذِي عِنْدَكَ وَ هُوَ كَذَا وَ كَذَا وَ مَعَهُ الْعَلَامَةُ! قَالَ، فَدَفَعْتُ إِلَيْهِ الْمَالَ.
[1]- عنده- خ.
[2]- الحمام بالفتح: طائر معروف، و الجمع حمامات. و المراعيش جمع مرعش بالضم او الفتح: حمام ابيض يحلّق في الهواء.
[3]- يعنى الغلاة بقرينة الحديث السابق.