بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، كَتَبَ إِلَيْهِ فِي قَوْمٍ يَتَكَلَّمُونَ وَ يَقْرَءُونَ أَحَادِيثَ يَنْسُبُونَهَا إِلَيْكَ وَ إِلَى آبَائِكَ فِيهَا مَا تَشْمَئِزُّ فِيهَا الْقُلُوبُ، وَ لَا يَجُوزُ لَنَا رَدُّهَا إِذَا كَانُوا يَرْوُونَ عَنْ آبَائِكَ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ، وَ لَا قَبُولُهَا لِمَا فِيهَا، وَ يَنْسُبُونَ الْأَرْضَ إِلَى قَوْمٍ يَذْكُرُونَ أَنَّهُمْ مِنْ مَوَالِيكَ، وَ هُوَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ عَلِيُّ بْنُ حَسَكَةَ، وَ آخَرُ يُقَالُ لَهُ الْقَاسِمُ الْيَقْطِينِيُّ، مِنْ أَقَاوِيلِهِمْ: أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّ قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَى: إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَ الْمُنْكَرِ مَعْنَاهَا رَجُلٌ، لَا سُجُودٌ وَ لَا رُكُوعٌ، وَ كَذَلِكَ الزَّكَاةُ مَعْنَاهَا ذَلِكَ الرَّجُلُ، لَا عَدَدُ دِرْهَمٍ وَ لَا إِخْرَاجُ مَالٍ، وَ أَشْيَاءُ مِنَ الْفَرَائِضِ وَ السُّنَنِ وَ الْمَعَاصِي تَأَوَّلُوهَا وَ صَيَّرُوهَا عَلَى هَذَا الْحَدِّ الَّذِي ذَكَرْتُ، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُبَيِّنَ لَنَا وَ أَنْ تَمُنَّ عَلَى مَوَالِيكَ بِمَا فِيهِ السَّلَامَةُ لِمَوَالِيكَ وَ نَجَاتُهُمْ مِنْ هَذِهِ الْأَقَاوِيلِ الَّتِي تُخْرِجُهُمْ إِلَى الْهَلَاكِ[1]! فَكَتَبَ (ع):
لَيْسَ هَذَا دِينَنَا فَاعْتَزِلْهُ..
995 وَجَدْتُ بِخَطِّ جِبْرِيلَ بْنِ أَحْمَدَ الْفَارِيَابِيِّ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ جَعْفَرِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَيْبَةَ، قَالَ:، كَتَبْتُ إِلَيْهِ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّ عِنْدَنَا قَوْماً يَخْتَلِفُونَ فِي مَعْرِفَةِ فَضْلِكُمْ بِأَقَاوِيلَ مُخْتَلِفَةٍ تَشْمَئِزُّ مِنْهَا الْقُلُوبُ وَ تَضِيقُ لَهَا الصُّدُورُ، وَ يَرْوُونَ فِي ذَلِكَ الْأَحَادِيثَ لَا يَجُوزُ لَنَا الْإِقْرَارُ بِهَا لِمَا فِيهَا مِنَ الْقَوْلِ الْعَظِيمِ، وَ لَا يَجُوزُ رَدُّهَا وَ لَا الْجُحُودُ لَهَا إِذَا نُسِبَتْ إِلَى آبَائِكَ، فَنَحْنُ وُقُوفٌ عَلَيْهَا، مِنْ ذَلِكَ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ وَ يَتَأَوَّلُونَ فِي مَعْنَى قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ:
إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَ الْمُنْكَرِ، وَ قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ: وَ أَقِيمُوا الصَّلاةَ
[1]- بما فيه سلامتهم و نجاتهم من الأقاويل الّتى تصيّرهم الى المعطب و الهلاك- خ.