كَاذِبٌ وَ أَنَّهُمُ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِيهِمْ: إِنَّهُمْ يَهُودُ وَ نَصَارَى، فِي قَوْلِهِ: وَ قالَتِ الْيَهُودُ وَ النَّصارى نَحْنُ أَبْناءُ اللَّهِ وَ أَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ[1]، مُحَمَّدٌ فِي مَذْهَبِ الْخَطَّابِيَّةِ وَ عَلِيٌّ فِي مَذْهَبِ الْعَلْيَاوِيَّةِ، فَهُمْ مِمَّنْ خَلَقَ هَذَانِ، كَاذِبُونَ فِيمَا ادَّعَوْا مِنَ النَّسَبِ إِذْ كَانَ مُحَمَّدٌ عِنْدَهُمْ وَ عَلِيٌّ هُوَ رَبٌّ لَا يَلِدُ وَ لَا يُولَدُ وَ لَا يَسْتَوْلِدُ، تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيراً.
وَ كَانَ سَبَبُ قَتْلِ مُحَمَّدِ بْنِ بَشِيرٍ لَعَنَهُ اللَّهُ: لِأَنَّهُ كَانَ مَعَهُ شُعْبَذَةٌ وَ مَخَارِيقُ فَكَانَ يُظْهِرُ الْوَاقِفَةُ أَنَّهُ مِمَّنْ وَقَفَ عَلَى عَلِيِّ بْنِ مُوسَى (ع)، وَ كَانَ يَقُولُ فِي مُوسَى بِالرُّبُوبِيَّةِ، وَ يَدَّعِي لِنَفْسِهِ أَنَّهُ نَبِيٌّ، وَ كَانَ عِنْدَهُ صُورَةٌ قَدْ عَمِلَهَا وَ أَقَامَهَا شَخْصاً كَأَنَّهُ صُورَةُ أَبِي الْحَسَنِ (ع) فِي ثِيَابٍ حَرِيرٍ وَ قَدْ طَلَاهَا بِالْأَدْوِيَةِ وَ عَالَجَهَا بِحِيَلٍ عَمِلَهَا فِيهَا حَتَّى صَارَتْ شَبِيهاً بِصُورَةِ إِنْسَانٍ، وَ كَانَ يَطْوِيهَا فَإِذَا أَرَادَ الشُّعْبَذَةَ نَفَخَ فِيهَا فَأَقَامَهَا، وَ كَانَ يَقُولُ لِأَصْحَابِهِ إِنَّ أَبَا الْحَسَنِ (ع) عِنْدِي فَإِنْ أَحْبَبْتُمْ أَنْ تَرَوْهُ وَ تَعْلَمُوا أَنِّي نَبِيٌ[2] فَهَلُمُّوا أَعْرِضُهُ عَلَيْكُمْ! فَكَانَ يُدْخِلُهُمُ الْبَيْتَ وَ الصُّورَةُ مَطْوِيَّةٌ مَعَهُ، فَيَقُولُ لَهُمْ: هَلْ تَرَوْنَ فِي الْبَيْتِ مُقِيماً أَوْ تَرَوْنَ فِيهِ غَيْرِي وَ غَيْرَكُمْ فَيَقُولُونَ لَا وَ لَيْسَ فِي الْبَيْتِ أَحَدٌ، فَيَقُولُ اخْرُجُوا! فَيَخْرُجُونَ مِنَ الْبَيْتِ فَيَصِيرُ هُوَ وَرَاءَ السِّتْرِ وَ يُسْبِلُ السِّتْرَ بَيْنَهُ وَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَقْدَمُ تِلْكَ الصُّورَةَ، ثُمَّ يَرْفَعُ السِّتْرَ بَيْنَهُ وَ بَيْنَهُمْ، فَيَنْظُرُونَ إِلَى صُورَةٍ قَائِمَةٍ وَ شَخْصٍ كَأَنَّهُ شَخْصُ أَبِي الْحَسَنِ لَا يُنْكِرُونَ مِنْهُ شَيْئاً، وَ يَقِفُ هُوَ مِنْهُ
[1]- المائدة- 18،.
[2]- و تعلموه آتنى بيتى- خ.