فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ أَنْ أَسْأَلَهُ فَلَا أَكُونَ مِنْهُمْ فَتَعَيَّرَنِي بِذَلِكَ بَنُو عَدِيٍّ. ثُمَّ جَاءَ عَلِيٌّ (ع) فَقِيلَ لَهُ يَا أَبَا الْحَسَنِ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (ص) قَالَ إِنَّ الْجَنَّةَ لَتَشْتَاقُ إِلَى ثَلَاثَةٍ فَلَوْ سَأَلْتَهُ مِنْ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةِ فَقَالَ أَسْأَلُهُ إِنْ كُنْتَ مِنْهُمْ حَمِدْتَ اللَّهَ وَ إِنْ لَمْ أَكُنْ مِنْهُمْ حَمِدْتَ بِاللَّهِ[1]، قَالَ، فَقَالَ عَلِيٌّ (ع) يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ قُلْتَ إِنَّ الْجَنَّةَ لَتَشْتَاقُ إِلَى ثَلَاثَةٍ فَمَنْ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةُ قَالَ أَنْتَ مِنْهُمْ وَ أَنْتَ أَوَّلُهُمْ، وَ سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ فَإِنَّهُ قَلِيلُ الْكِبْرِ وَ هُوَ لَكَ نَاصِحٌ فَاتَّخِذْهُ لِنَفْسِكَ، وَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ شَهِدَ[2] مَعَكَ مَشَاهِدَ غَيْرِ وَاحِدَةٍ لَيْسَ مِنْهَا إِلَّا وَ هُوَ فِيهَا، كَثِيرٌ خَيْرُهُ، ضَوِيٌ[3] نُورُهُ، عَظِيمٌ أَجْرُهُ.
59 مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ، قَالَ حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ حَدَّثَنَا حَمْدَانُ بْنُ سُلَيْمَانَ النَّيْسَابُورِيُّ، وَ الْعَمْرَكِيُّ بْنُ عَلِيٍّ الْبُوفَكِيُّ النَّيْسَابُورِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْحَجَّالِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) وَ عَلِيٌّ وَ عَمَّارٌ يَعْمَلُونَ مَسْجِداً فَمَرَّ عُثْمَانُ فِي بِزَّةٍ لَهُ يَخْطِرُ[4] فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (ع) ارْجُزْ بِهِ! فَقَالَ عَمَّارٌ:
لَا يَسْتَوِي مَنْ يَعْمُرُ الْمَسَاجِدَا
يَظَلُّ فِيهَا رَاكِعاً وَ سَاجِداً
وَ مَنْ تَرَاهُ عَانِداً مُعَانِداً
عَنِ الْغُبَارِ لَا يَزَالُ حَائِداً
قَالَ، فَأَتَى النَّبِيَّ (ص) فَقَالَ مَا أَسْلَمْنَا لِتُشْتَمَ أَعْرَاضُنَا وَ أَنْفُسُنَا! فَقَالَ
[1]- اللّه- خ.
[2]- يشهد- خ.
[3]- ضيّى- خ.
[4]- البزة بالكسر و التشديد: الثوب من الكتان و منه البزاز. و الخطر كخشن:
المتبختر.