رَسُولُ اللَّهِ (ص) أَ فَتُحِبُّ أَنْ تُقَالَ فَنَزَلَتْ آيَتَانِ: يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا- الْآيَةَ[1]، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ (ص) لِعَلِيٍّ (ع) اكْتُبْ هَذَا فِي صَاحِبِكَ، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ (ص) اكْتُبْ هَذِهِ الْآيَةَ: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ.
60 جَعْفَرُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ نُعْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحٍ الْحَذَّاءِ، قَالَ: لَمَّا أَمَرَ النَّبِيُّ (ص) بِبِنَاءِ الْمَسْجِدِ قَسَمَ عَلَيْهِمُ الْمَوَاضِعَ وَ ضَمَّ إِلَى كُلِّ رَجُلٍ رَجُلًا، فَضَمَّ عَمَّاراً إِلَى عَلِيٍّ (ع) قَالَ فَبَيْنَا[2] فِي عِلَاجِ الْبِنَاءِ إِذْ خَرَجَ عُثْمَانُ مِنْ دَارِهِ وَ ارْتَفَعَ الْغُبَارُ فَتَمَنَّعَ بِثَوْبِهِ وَ أَعْرَضَ بِوَجْهِهِ، قَالَ، فَقَالَ عَلِيٌّ (ع) لِعَمَّارٍ إِذَا قُلْتَ شَيْئاً فَرُدَّ عَلَيَّ! قَالَ، فَقَالَ عَلِيٌّ (ع)
لَا يَسْتَوِيَ مَنْ يَعْمُرُ الْمَسَاجِدَا
يَظَلُّ فِيهَا رَاكِعاً وَ سَاجِداً
كَمَنْ يَرَى[3] عَنِ الطَّرِيقِ عَائِداً.
قَالَ فَأَجَابَهُ عَمَّارٌ كَمَا قَالَ: فَغَضِبَ عُثْمَانُ مِنْ ذَلِكَ فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَقُولَ لِعَلِيٍّ شَيْئاً، فَقَالَ لِعَمَّارٍ يَا عَبْدُ يَا لُكَعُ! وَ مَضَى، فَقَالَ عَلِيٌّ (ع) لِعَمَّارٍ رَضِيتَ[4] بِمَا قَالَ لَكَ، أَلَا تَأْتِي النَّبِيَّ (ص) فَتُخْبِرَهُ! قَالَ، فَأَتَاهُ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ:
يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِنَّ عُثْمَانَ قَالَ لِي يَا عَبْدُ يَا لُكَعُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) مَنْ يَعْلَمُ ذَلِكَ فَقَالَ عَلِيٌّ. فَدَعَاهُ وَ سَأَلَهُ، قَالَ، فَقَالَ لَهُ كَمَا قَالَ عَمَّارٌ، فَقَالَ لِعَلِيٍّ (ع) اذْهَبْ فَقُلْ لَهُ حَيْثُ مَا كَانَ يَا عَبْدُ يَا لُكَعُ أَنْتَ الْقَائِلُ لِعَمَّارٍ يَا عَبْدُ يَا لُكَعُ! فَذَهَبَ عَلِيٌّ (ع) فَقَالَ لَهُ ذَلِكَ ثُمَّ انْصَرَفَ[5].
[1]- آية 17 من الحجرات. و الآية الآتية رقم 15 منها.
[2]- فبيناهم- خ.
[3]- كمن هو- خ.
[4]- ارضيت- خ.
[5]- فانصرف- خ.