بِالْمَدِينَةِ وَ مَرَّةً أُخْرَى بِمَدِينَةِ الْوَضَّاحِ، فَقَالَ إِنَّ ابْنَ الْمُقْعَدِ[1] صِنْفٌ لَهُمْ صُنُوفُ الْفِرَقِ فِرْقَةً فِرْقَةً، حَتَّى قَالَ فِي كِتَابِهِ وَ فِرْقَةٌ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُمْ الزُّرَارِيَّةُ وَ فِرْقَةٌ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُمْ الْعَمَّارِيَّةُ أَصْحَابُ عَمَّارٍ السَّابَاطِيِّ وَ فِرْقَةٌ يُقَالُ لَهَا الْيَعْفُورِيَّةُ وَ مِنْهُمْ فِرْقَةٌ أَصْحَابُ سُلَيْمَانَ الْأَقْطَعِ وَ فِرْقَةٌ يُقَالُ لَهَا الْجَوَالِيقِيَّةُ، قَالَ يُونُسُ وَ لَمْ يَذْكُرْ يَوْمَئِذٍ هِشَامُ بْنُ الْحَكَمِ وَ لَا أَصْحَابَهُ فَزَعَمَ هِشَامٌ لِيُونُسَ أَنَّ أَبَا الْحَسَنِ (ع) بَعَثَ إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ: كُفَّ هَذِهِ الْأَيَّامَ عَنِ الْكَلَامِ فَإِنَّ الْأَمْرَ شَدِيدٌ! قَالَ هِشَامٌ: فَكَفَفْتُ عَنِ الْكَلَامِ حَتَّى مَاتَ الْمَهْدِيُّ وَ سَكَنَ الْأَمْرُ فَهَذَا الَّذِي كَانَ مِنْ أَمْرِهِ وَ انْتِهَائِي إِلَى قَوْلِهِ.
480 وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ: قَالَ، وَ حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ فِي مَسْجِدِهِ بِالْعَشِيِّ حَيْثُ أَتَاهُ سَالِمٌ صَاحِبُ بَيْتِ الْحِكْمَةِ[2].، فَقَالَ لَهُ إِنَّ يَحْيَى بْنَ خَالِدٍ يَقُولُ: قَدْ أَفْسَدْتُ عَلَى الرَّافِضَةِ دِينَهُمْ لِأَنَّهُمْ يَزْعُمُونَ[3] أَنَّ الدِّينَ لَا يَقُومُ إِلَّا بِإِمَامٍ حَيٍّ وَ هُمْ لَا يَدْرُونَ أَنَّ إِمَامَهُمْ الْيَوْمَ حَيٌّ أَوْ مَيِّتٌ! فَقَالَ هِشَامٌ عِنْدَ ذَلِكَ: إِنَّمَا عَلَيْنَا أَنْ نَدِينَ بِحَيَاةِ الْإِمَامِ أَنَّهُ حَيٌّ حَاضِراً كَانَ عِنْدَنَا أَوْ مُتَوَارِياً عَنَّا حَتَّى يَأْتِيَنَا مَوْتُهُ فَمَا لَمْ يَأْتِنَا مَوْتُهُ فَنَحْنُ مُقِيمُونَ عَلَى حَيَاتِهِ، وَ مَثَّلَ مِثَالًا فَقَالَ: الرَّجُلُ إِذَا جَامَعَ أَهْلَهُ وَ سَافَرَ إِلَى مَكَّةَ أَوْ تَوَارَى عَنْهُ بِبَعْضِ الْحِيطَانِ فَعَلَيْنَا أَنْ نُقِيمَ عَلَى حَيَاتِهِ حَتَّى يَأْتِيَنَا خِلَافُ ذَلِكَ، فَانْصَرَفَ سَالِمٌ ابْنُ عَمِّ يُونُسَ بِهَذَا الْكَلَامِ، فَقَصَّهُ عَلَى يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ، فَقَالَ
[1]- في المطبوع و في الترتيب و في بعض النسخ: ابن المفضل.
[2]- بالعشاء حيث أتاه مسلم صاحب بيت الحكم- خ.
[3]- يقولون- ح.