الْأَرْضِ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ بِالْمَدِينَةِ يُجْبَى لَهُ الْخَرَاجُ وَ أَنْتَ بِالْعِرَاقِ يُجْبَى[1] لَكَ الْخَرَاجُ! فَقَالَ وَ اللَّهِ، فَقَالَ وَ اللَّهِ، قَالَ، فَأَمَرَ لَهُ بِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ، فَلَمَّا قَبَضَهَا وَ حَمَلَ إِلَى مَنْزِلِهِ: أَخَذَتْهُ الذُّبَحَةُ[2] فِي جَوْفِ لَيْلَتِهِ فَمَاتَ، وَ حُوِّلَ مِنَ الْغَدِ الْمَالُ الَّذِي حُمِلَ إِلَيْهِ.
وَ
رَوَى مُوسَى بْنُ الْقَاسِمِ الْبَجَلِيُّ: عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ، سَمِعْتُ أَخِي مُوسَى (ع) قَالَ: قَالَ أَبِي لِعَبْدِ اللَّهِ أَخِي، إِلَيْكَ ابْنَيْ أَخِيكَ فَقَدْ مَلَآنِي[3] بِالسَّفَهِ فَإِنَّهُمَا شِرْكُ شَيْطَانٍ، يَعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ وَ عَلِيَّ بْنَ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ وَ كَانَ عَبْدُ اللَّهِ أَخَاهُ لِأَبِيهِ وَ أُمِّهِ.
479 وَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ الْعَيَّاشِيُّ، قَالَ حَدَّثَنَا جِبْرِيلُ بْنُ أَحْمَدَ الْفَارَيَابِيُّ، قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الْعُبَيْدِيُّ، عَنْ يُونُسَ، قَالَ: قُلْتُ لِهِشَامٍ إِنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّ أَبَا الْحَسَنِ (ع) بَعَثَ إِلَيْكَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَجَّاجِ يَأْمُرُكَ أَنْ تَسْكُتَ وَ لَا تَتَكَلَّمَ فَأَبَيْتَ أَنْ تَقْبَلَ رِسَالَتَهُ، فَأَخْبِرْنِي كَيْفَ كَانَ سَبَبُ هَذَا وَ هَلْ أَرْسَلَ إِلَيْكَ يَنْهَاكَ عَنِ الْكَلَامِ أَوْ لَا، وَ هَلْ تَكَلَّمْتَ بَعْدَ نَهْيِهِ إِيَّاكَ فَقَالَ هِشَامٌ إِنَّهُ لَمَّا كَانَ أَيَّامُ الْمَهْدِيِّ شُدِّدَ عَلَى أَصْحَابِ الْأَهْوَاءِ، وَ كَتَبَ لَهُ ابْنُ الْمُقْعَدِ[4] صُنُوفَ الْفِرَقِ صِنْفاً صِنْفاً، ثُمَّ قَرَأَ الْكِتَابَ عَلَى النَّاسِ، فَقَالَ يُونُسُ: قَدْ سَمِعْتُ هَذَا الْكِتَابَ يَقْرَأُ عَلَى النَّاسِ عَلَى بَابِ الذَّهَبِ
[1]- يجيىء- خ. يقال جبى الخراج: جمعه.
[2]- الذبحة بالضم و الكسر: وجع في الحلق.
[3]- ملأه أي اغضبه.
[4]- في المطبوع و في الترتيب. و في بعض النسخ: ابن المفضل.