إِنِّي لَا أُطِيعُهُ فَتَقُولَ إِنَّ طَاعَتَهُ مَفْرُوضَةٌ، إِنَّمَا قُلْتُ لَكَ لَا يَأْمُرُنِي. قَالَ سُلَيْمَانُ:
لَيْسَ أَسْأَلُكَ[1] إِلَّا عَلَى سَبِيلِ سُلْطَانِ الْجَدَلِ لَيْسَ عَلَى الْوَاجِبِ[2] أَنَّهُ لَا يَأْمُرُكَ، فَقَالَ هِشَامٌ: كَمْ تَحُولُ[3] حَوْلَ الْحِمَى، هَلْ هُوَ إِلَّا أَنْ أَقُولَ لَكَ إِنْ أَمَرَنِي فَعَلْتُ، فَيَنْقَطِعُ![4] أَقْبَحَ الِانْقِطَاعِ وَ لَا يَكُونُ عِنْدَكَ زِيَادَةٌ، وَ أَنَا أَعْلَمُ مَا تَحُتُّ قَوْلِي وَ مَا إِلَيْهِ يَئُولُ جَوَابِي. قَالَ، فَتَمَعَّرَ[5] هَارُونُ، وَ قَالَ هَارُونُ قَدْ أَفْصَحَ، وَ قَامَ النَّاسُ وَ اغْتَنَمَهَا هِشَامٌ فَخَرَجَ عَلَى وَجْهِهِ إِلَى الْمَدَائِنِ، قَالَ، فَبَلَغَنَا أَنَّ هَارُونَ قَالَ لِيَحْيَى شُدَّ يَدَيْكَ بِهَذَا وَ أَصْحَابِهِ! وَ بَعَثَ إِلَى أَبِي الْحَسَنِ مُوسَى (ع) فَحَبَسَهُ، فَكَانَ هَذَا سَبَبَ حَبْسِهِ مَعَ غَيْرِهِ مِنَ الْأَسْبَابِ، وَ إِنَّمَا أَرَادَ يَحْيَى أَنْ يَهْرُبَ هِشَامٌ فَيَمُوتَ مُخْتَفِياً مَا دَامَ لِهَارُونَ سُلْطَانٌ، قَالَ، ثُمَّ صَارَ هِشَامٌ إِلَى الْكُوفَةِ وَ هُوَ بِعَقِبِ عِلَّتِهِ[6]، وَ مَاتَ فِي دَارِ ابْنِ شَرَفٍ بِالْكُوفَةِ رَحِمَهُ اللَّهُ.
قَالَ، فَبَلَغَ هَذَا الْمَجْلِسُ مُحَمَّدَ بْنَ سُلَيْمَانَ النَّوْفَلِيَّ وَ ابْنَ مِيثَمٍ وَ هُمَا فِي حَبْسِ هَارُونَ، فَقَالَ النَّوْفَلِيُّ: تَرَى هِشَاماً مَا اسْتَطَاعَ أَنْ يَعْتَلَ[7] فَقَالَ ابْنُ
[1]- اسألك- خ.
[2]- بواجب- خ اي اسألك على ان تقبل عقيدتى و على فرض ان يصحّ له الأمر.
[3]- تجول- ج.
[4]- اى لينقطع سؤالك و يتم جوابك.
[5]- فتمعّر وجه،. فتغيّر،. فتمعّز- خ. اى تقبض. و تمعّر وجهه اي تغيّر.
[6]- و هو يقف عليه- خ.
[7]- اعتل اي اعتذر. و في ه: ان يفتك و كذا في الموارد الآتية.