اسْتَوْصَفَ مِمَّنْ يَقُولُ نَعَمْ وَصَفَهَا، فَإِذَا أَخْبَرَهُ كَذَّبَهُ وَ يَقُولُ عِلَّتِي غَيْرُ هَذِهِ، فَيَسْأَلُ عَنْ عِلَّتِهِ، فَيَقُولُ: عِلَّتِي قَرْحُ[1] الْقَلْبِ مِمَّا أَصَابَنِي مِنَ الْخَوْفِ، وَ قَدْ كَانَ قُدِّمَ لِيُضْرَبَ عُنُقُهُ فَأُقْرِحَ[2] قَلْبُهُ ذَلِكَ حَتَّى مَاتَ رَحِمَهُ اللَّهُ.
477 أَبُو عَمْرٍو الْكَشِّيُّ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَالِدِيُّ، قَالَ أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ الْبَغْدَادِيُّ أَبُو عَلِيٍّ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ أَحْمَدَ النَّخَعِيِّ، قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو حَفْصٍ الْحَدَّادُ وَ غَيْرُهُ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ:
كَانَ يَحْيَى بْنُ خَالِدٍ الْبَرْمَكِيُّ قَدْ وَجَدَ عَلَى هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ شَيْئاً مِنْ طَعْنِهِ عَلَى الْفَلَاسِفَةِ، وَ أَحَبَّ أَنْ يُغْرِيَ بِهِ هَارُونَ وَ يُضْرِيَهُ[3] عَلَى الْقَتْلِ، قَالَ، وَ كَانَ هَارُونُ لَمَّا بَلَغَهُ عَنْ هِشَامٍ مَالَ إِلَيْهِ، وَ ذَلِكَ، أَنَّ هِشَاماً تَكَلَّمَ يَوْماً بِكَلَامٍ عِنْدَ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ فِي إِرْثِ النَّبِيِّ (ص) فَنَقَلَ إِلَى هَارُونَ فَأَعْجَبَهُ، وَ قَدْ كَانَ قَبْلَ ذَلِكَ يَحْيَى يُشْرِفُ أَمْرَهُ عِنْدَ هَارُونَ وَ يَرُدُّهُ عَنْ أَشْيَاءَ كَانَ يَعْزِمُ عَلَيْهَا مِنْ آذَائِهِ[4]، فَكَانَ مَيْلُ هَارُونَ إِلَى هِشَامٍ أَحَدَ مَا غَيَّرَ قَلْبَ يَحْيَى عَلَى هِشَامٍ، فَسَبَّهُ[5] عِنْدَهُ، وَ قَالَ لَهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنِّي قَدِ اسْتَبْطَنْتُ أَمْرَ هِشَامٍ، فَإِذَا هُوَ يَزْعُمُ أَنَّ لِلَّهِ فِي أَرْضِهِ إِمَاماً غَيْرَكَ مَفْرُوضَ الطَّاعَةِ، قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ! قَالَ نَعَمْ، وَ يَزْعُمُ أَنَّهُ لَوْ أَمَرَهُ بِالْخُرُوجِ لَخَرَجَ، وَ إِنَّمَا كُنَّا نَرَى أَنَّهُ مِمَّنْ
[1]- فزع- خ.
[2]- فافزع- خ.
[3]- أغرى الرجل به و اضرى به: حضّه عليه.
[4]- اذاته- خ الأذى و الاذاة بمعنى و الجمع آذاء.
[5]- فشيعه،. فشنعه- خ.