نام کتاب : غنائم الأيّام في مسائل الحلال والحرام نویسنده : القمّي، الميرزا أبو القاسم جلد : 4 صفحه : 136
فلا عموم فيه ، فإنّ تأليف القلب لا بدّ أن يتعلّق إلى شيء ، وهو محتمل
لأُمور ؛ إذ قد يتألّف القلب إلى المسلمين بأن يسلموا ويذهبوا إلى مذهبهم ، وقد
يتألّف إلى نُصرتهم في الحرب مع بقائهم مصرّين على كفرهم.
والحرب قد تكون
للدعاء إلى الإسلام ، وقد تكون للدفاع عنه ، وهكذا احتمال تأليف قلوب المسلمين
الضعيف إسلامهم.
وإذا تعيّن
فيثبت العموم في أفراد ذلك المتعيّن لا مطلقاً.
وإرادة أكثر من
معنى واحد لا تجوز كما حُقّق في الأُصول ، هذا.
ولكن في
الأخبار ما يدلّ على أنّ التأليف يتحقّق لأجل الإسلام والثبات عليه أيضاً ، مثل ما
رواه عليّ بن إبراهيم في تفسيره : «إنّهم قوم وحّدوا الله ، وخلعوا عبادة من دون
الله ، ولم تدخل المعرفة قلوبهم أنّ محمّداً رسول اللهُ ، فكان رسول اللهُ
يتألّفهم ويعلّمهم ويعرّفهم كيما يعرفوا ، فجعل لهم نصيباً في الصدقات ؛ لكي
يعرفوا ويرغبوا» [١].
وفي صحيحة
زرارة ومحمّد بن مسلم في الكافي والفقيه : أنّهما قالا لأبي عبد الله عليهالسلام : أرأيت قول الله عزوجل(إِنَّمَا الصَّدَقاتُ
لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ وَالْعامِلِينَ عَلَيْها وَالْمُؤَلَّفَةِ
قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقابِ وَالْغارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ
السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللهِ) أكُلّ هؤلاء يُعطى وإن كان لا يعرف؟ فقال : «إنّ الإمام يعطي هؤلاء جميعاً
؛ لأنّهم يقرّون له بالطاعة».
قال : زرارة ،
قلت : فإن كانوا لا يعرفون؟ فقال : «يا زرارة لو كان يعطى من يعرف دون من لا يعرف
لم تجد لها موضعاً ، وإنّما يعطى من لم يعرف ليرغب في الدين فيثبت عليه ، فأمّا
اليوم فلا تعطها أنت وأصحابك إلا من يعرف ، فمن وجدت من هؤلاء المسلمين عارفاً
فأعطه دون الناس» ، ثمّ قال : «سهم المؤلّفة وسهم الرّقاب عامّ
[١] تفسير القميّ ١ :
٢٩٨ ، وأورده في التهذيب ٤ : ٤٩ ح ١٢٩ ، والوسائل ٦ : ١٤٥ أبواب المستحقّين للزكاة
ب ١ ح ٧ عن العالم.
نام کتاب : غنائم الأيّام في مسائل الحلال والحرام نویسنده : القمّي، الميرزا أبو القاسم جلد : 4 صفحه : 136