نام کتاب : ذكرى الشيعة في أحكام الشريعة نویسنده : الشهيد الأول جلد : 3 صفحه : 115
مع ان جميع المسلمين مجمعون على زيارة النبي صلّى اللّٰه عليه
و آله منذ نقله اللّٰه الى دار عفوه و محل كرامته الى هذا الزمان، ففي كل
سنة يعملون المطي و يشدون الرحال و لا ينصرفون الا بعد السلام عليه، و انعقاد
الإجماع في هذه الأعصار قبل ظهور صاحب هذه المقالة الشنيعة و بعده حجة قاطعة على
هذا المقام، و أي حجة أقوى من إجماع جميع أهل الإسلام على زيارة النبي صلّى
اللّٰه عليه و آله، باعمال المطي و شدّ الرحال في كل عام.
و اما
الاخبار الواردة في زيارته فهي كثيرة جدا، قد ضمّنها العلماء في كتبهم المأثورة و
سننهم المشهورة، مثل ما رواه أبو داود في سننه عن أبي هريرة:
انّ النبي
صلّى اللّٰه عليه و آله، قال: «ما من رجل يسلم عليّ، الّا رد اللّٰه
عليّ روحي حتى أردّ عليه السلام»[1].
و لم يزل
الصحابة و التابعون كلما دخلوا المسجد يسلمون على النبي صلّى اللّٰه عليه و
آله، و لا حاجة الى الاستدلال بالاخبار في هذا المقام المجمع عليه، فإنه عدول من
يقين الى شك، و من علم الى ظن.
تتمة:
روى العامة
في صحاحهم عن أبي ذر عن النبي صلّى اللّٰه عليه و آله:
«أول مسجد
وضع على الأرض المسجد الحرام، ثم، المسجد الأقصى بعده بأربعين سنة، و أينما أدركتك
الصلاة فصل فهو مسجد»[2].
و عن جابر
بن عبد اللّٰه، قال: قال رسول اللّٰه صلّى اللّٰه عليه و آله:
«أعطيت خمسا
لم يعطهن أحد قبلي: كان كل نبي يبعث الى قومه خاصة
[1]
سنن أبي داود 2: 218 ح 2041، السنن الكبرى 5: 245، مجمع الزوائد 10: 162 عن
الطبراني في الأوسط.
[2] صحيح
البخاري 4: 177، صحيح مسلم 1: 370 ح 520، سنن ابن ماجة 1: 248 ح 753، سنن النسائي
2: 32.
نام کتاب : ذكرى الشيعة في أحكام الشريعة نویسنده : الشهيد الأول جلد : 3 صفحه : 115