السمع ، ومع فقد جميع ذلك ، وخلو المرجئ له منه ، لا بد من انتهائه إلى
الثواب الدائم بعد الاقتصاص منه [١] بالعقاب المنقطع كما بيناه.
والإيمان وإن
كان في أصل الوضع عبارة عن التصديق إلا أنه يختص شرعا بتصديق ما يجب اعتقاده من
وحدانية الله تعالى وعدله ونبوة أنبيائه وإمامة أوليائه ، وما يترتب على ذلك من
تحليل حلاله وتحريم حرامه وبعثه ومعاده.
فالمؤمن هو
المصدق المعتقد لذلك بقلبه لا المظهر له بلسانه من دون اعتبار اعتقاده ، فإن كانت
موافقة باطنه لظاهرة في الصدق والإخلاص معلومة ، أما بكونه معصوما أو مشارا إليه
بذلك ممن في إشارته الحجة ، فمدحه مطلق وإلا فهو مقيد ، وإن كان اعتقاده ذلك
مستندا إلى معرفة تفصيلية فهو الغاية والإجزاء ما لا بد منه [٢] من علم الجملة
، وإن كان خاليا من الحجة على كل وجه واقعا على وجه المطابقة لمعتقده [٣] لا ببرهان [٤] قطعي وعلم
يقيني ، بل بمجرد القبول والتسليم ، فهو الذي يسمى تقليدا إلا أن صاحبه مقلد لأهل
الحق في حقهم ، فله بذلك مزية على مقلدي أهل الباطل في باطلهم ، وهو عند بعض علماء
الطائفة مصيب في اعتقاده ، مخطىء في تقليده ، فيرتجى له من العفو ما يجرى لغيره
من مستضعفي أهل الحق ، بناء على أنه لا وجه لتكفير أحد من الطائفة على أي حال كان.
والكفر وإن كان
في الأصل الجحود المأخوذ من الستر والتغطية ، إلا أنه