لانها أمرٌ قلبيٌّ، كما لا يجب فيها الإخطار الفكري و التَّصور القلبيُّ، بل يكفي الداعي، و هو الإرادة الإجمالية المؤثِّرة في صُدور الفعل، المنبعثة عما في نفسه من الغايات، على وجه يخرج به عن الساهي و الغافل، و يدخل فعله في فعل الفاعل المختار كسائر أفعاله الإراديَّة، و يكون باعثه و محرِّكه للعمل الامتثال.
مسألة 723- يعتبر الإخلاص في النية،
فلو ضم إليها ما ينافيها، بَطَلَتْ، خصوصاً الرياء فإنه إذا دخل في النيَّة على أي حال يكون مفسداً، سواء كان في الابتداء أو في الأثناء، في الأجزاء الواجبة لو اكتفى بها، و لا يترك الاحتياط في مثل آيات القراءة و التشهد التدارك ثمّ الإتمام و الإعادة. و في مثل القنوت و الأذكار المستحبَّة الأحوط إتمام الصلاة ثمّ الإعادة، سواء تدارك الجزء أم لا. و الأقوى البطلان أيضاً بالرياء في أوصاف الصلاة كالصلاة في المسجد أو جماعةً.
مسألة 724- الرياء المتأخر لا يبطل العمل،
كما لو أخبر بما فعله من طاعةٍ، رغبةً في الأغراض الدنيوية من مدحٍ أو ثناءٍ أو جاهٍ أو مالٍ.
فائدة: رُوي عن النبي 6 أنه قال» المُرائي يَومَ القيامَةِ يُنادى بِأربعةِ أسْماءٍ: يا كَافِرُ يَا فَاجِرُ يَا غَادِرُ يَا خَاسِرُ، ضَلَّ سَعْيُكَ و بَطَلَ أجْرُكَ وَ لا خَلاقَ لَكَ، الْتمِسِ الأجْرَ ممَّنْ كُنْتَ تَعْمَلُ لَهُ يَا مُخادِع «و عنه 6 أنه قال» إنَّ اللّه يُعْطِي الدُّنْيا بِعَمَلِ الآخِرَةِ و لا يُعْطِي الآخِرَةَ بِعَمَلِ الدُّنْيا، فإذا أنْتَ أخْلَصْتَ النيَّةَ و جَرَّدْتَ الهِمَّةَ للآخِرَةِ، حَصَلَتْ لَكَ الدُّنْيا و الآخِرَةِ «.
مسألة 725- إذا كانت الضمائم المباحة أو الراجحة المقصودة للمصلي مؤثِّرةً في الداعي إلى الصلاة مستقلًا
بطلت، و كذا إذا كانت مؤثِّرة تبعاً أيضاً على الأحوط.
مسألة 726- إذا كانت الضَّميمة مؤثِّرة في صفات الصَّلاة و خصوصيّاتها فقط، مثل مكان الصلاة و زمانها،
فلا تبطل. أما إذا أثَّرت في فعل أصل الصَّلاة فمشكلٌ.
مسألة 727- إذا قال في صلاته كلمةً بنيَّة القراءة أو الذِّكر،
مِثْل: اللَّه أكبر، و رفع بها صوته ليُفْهِمَ شيئاً للغير فلا إشكال فيه و كذا بنيّة القراءة في غير الجهرية. أما إذا قالها بنيَّة إفهام الغير و نوى معه الذِّكر فتبطل صلاته.