نام کتاب : مصباح الفقيه نویسنده : الهمداني، آقا رضا جلد : 9 صفحه : 369
عدا أنّه اعتبر الشارع في بعض المقامات شهادة الأربعة أو رجلين أو غير ذلك من الخصوصيّات , ولم يوجد مورد أهملها رأسا [١] , بل قد عرفت أنّ الأقوى كفاية عدل واحد بل مطلق الثقة في غير مورد الخصومات وما يتعلّق بالدعاوي , كما فيما نحن فيه ونظائره ؛ لاستقرار سيرة العقلاء على التعويل على إخبار الثقات في الأمور الحسّيّة ممّا يتعلّق بمعاشهم ومعادهم , وإمضاء الشارع لذلك [٢] , كما يشهد بذلك التدبّر في الأخبار الدالّة على حجّيّة خبر الواحد وغيرها ممّا تقدّمت [٣] الإشارة إليها.
ويؤيّده في خصوص المورد : ما عن الصدوق في العيون بإسناده عن أحمد ابن عبد الله القروي [٤] عن أبيه , قال : دخلت على الفضل بن الربيع وهو جالس على سطح , فقال : أدن منّي , فدنوت منه حتّى حاذيته , ثمّ قال لي : أشرف إلى البيت في الدار , فأشرفت , فقال : ما ترى؟ قلت : ثوبا مطروحا , فقال : انظر حسنا , فتأمّلته ونظرت فتيقّنت , فقلت : رجل ساجد , إلى أن قال : فقال : هذا أبو الحسن موسى بن جعفر عليهالسلام , إنّي أتفقّده الليل والنهار فلم أجده في وقت من الأوقات إلّا على الحالة التي أخبرك بها , إنّه يصلّي الفجر فيعقّب ساعة في دبر صلاته إلى أن تطلع الشمس ثمّ يسجد سجدة فلا يزال ساجدا حتّى تزول الشمس وقد وكلّ من يرصد [٥] له الزوال , فلست أدري متى يقول له الغلام : قد زالت الشمس , إذ وثب