نام کتاب : مصباح الفقيه نویسنده : الهمداني، آقا رضا جلد : 7 صفحه : 330
والحاصل : أنّه لا يمكن ارتكاب التخصيص في مثل هذه الموثّقة التي لها بنفسها قوّة ظهور في العموم , ومضمونها بعمومه من القواعد المسلّمة بين الأصحاب , إلّا بنصّ صحيح صريح غير قابل للطرح أو التأويل من حيث السند والدلالة , لا بمثل هذه الظواهر التي يكون ارتكاب التأويل فيها بحملها على الكراهة من أهون التصرّفات.
ويشهد له أيضا ـ مضافا إلى ذلك ـ خبر زرارة , المتقدّم [١] المصرّح بالكراهة , بناء على ظهوره في إرادة الكراهة بمعناها الأخصّ , كما ليس بالبعيد.
ويدلّ عليه أيضا : رواية أبي الأعزّ [٢] النخّاس , قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : إنّي أعالج الدوابّ فربما خرجت بالليل وقد بالت وراثت فيضرب أحدها برجله أو يده فينضح على ثيابي فأصبح فأرى أثره فيه , قال : «ليس عليك شيء» [٣] ورواية المعلّى بن خنيس وعبد الله بن أبي يعفور , قالا : كنّا في جنازة وقدّامنا حمار فجاءت الريح ببوله حتّى صكّت وجوهنا وثيابنا فدخلنا على أبي عبد الله عليهالسلام , فأخبرناه , فقال : «ليس عليكم بأس» [٤] فإنّ مقتضى الجمع بينهما وبين أخبار النجاسة ارتكاب التأويل في تلك الأخبار , كما هو واضح.
لكن مع ذلك كلّه لا ينبغي ترك الاحتياط في غير موارد الضرورة والحرج , والله العالم.