نام کتاب : مصباح الفقيه نویسنده : الهمداني، آقا رضا جلد : 14 صفحه : 382
حكي [١] عن التحرير من أنّه صرّح بأنّه لا فرق بين الدين والدنيا بناء على الإفطار به ـ إن لم يكن أقوى , فلا ريب في أنّه أحوط , والله العالم.
ثم إنّ الظاهر تحقّق موضوع الكذب عرفا بنسبة حكم غير واقع إليهم مطلقا , سواء كانت بالقول أو بالكتابة أو بالإشارة ونحوها , فلو أخبر بشيء كذبا في الليل , أو سمع الكذب من شخص , فصدّقه في اليوم , اندرج بحسب الظاهر في موضوع الحكم.
ويعتبر في حصول الإفطار به ـ على القول به ـ التعمّد , كما وقع التقييد به في بعض الروايات المتقدّمة [٢].
فلو اعتقد الصدق , فبان مخالفته للواقع , لم يقدح في صومه , بل وكذا لو اعتقد المخالفة , فبانت الموافقة , فإنّه وإن قصد بذلك الكذب , ولكنه لم يقع ؛ إذ الكذب ـ بحسب الظاهر ـ هو الخبر المخالف للواقع لا للاعتقاد.
وإطلاق الكذب عليه في قوله تعالى «وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ»[٣] تجوّز.
نعم , مع الالتفات إلى حكمه يندرج في مسألة قصد المفطر , التي تقدّم الكلام فيها , فراجع.
ولو نسب إليهم حكما لا يعلم بصدوره منهم , فإن صادف الواقع لا يتحقّق موضوع الكذب , وإن خالفه صدق عليه اسم الكذب , ولكن قد يقال بأنّه لا يصدق عليه اسم العمد ؛ لأنّه لم يقصد الإخبار كذبا , بل الإخبار بمحتمله.
[١]الحاكي هو صاحب الجواهر فيها ١٦ : ٢٢٦ , وراجع : تحرير الأحكام ١ : ٧٨.