نام کتاب : مصباح الفقيه نویسنده : الهمداني، آقا رضا جلد : 11 صفحه : 432
تنزيل تلك الأخبار المستفيضة على فرض نادر التحقّق , فالأولى حمل الصحيحة على التقيّة حيث حكي القول بمضمونها ـ أى الاكتفاء بالنيّة ـ عن بعض العامّة [١].
ويحتمل قويّا أن يكون الأمر بالمضيّ ـ مع سبق النيّة التي هي أمارة الفعل ـ لعدم حصول الجزم بالترك في مثل الفرض , أو كونه جزما في غير محلّه ؛ حيث إنّ نسيان التكبيرة ـ التي هي افتتاح الصلاة ـ كاد أن يكون ممتنعا في العادة بالنسبة إلى المنفرد المستقلّ بصلاته , كما أشار إليه الصادق عليهالسلام في مرسلة الصدوق حيث قال عليهالسلام : «[ الإنسان ] لا ينسى تكبيرة الافتتاح» [٢].
وعلى تقدير تحقّقه فلا يكاد يحصل الجزم به بعد دخوله في الصلاة , خصوصا مع تذكّره لنيّته السابقة المقتضية لجريها على لسانه بحسب العادة من غير التفات تفصيلي.
وفي قوله عليهالسلام في بعض الأخبار المتقدّمة [٣] : «ولكن كيف يستيقن!؟» إشارة إلى ذلك.
والحاصل : أنّه لا يبعد حمل الرواية على الشاكّ , دون من حصل له العلم بالترك , كما أنّه لا يبعد ارتكاب هذا التوجيه أيضا في بعض الأخبار الآتية , فقوله عليهالسلام : «أليس كان من نيّته» إلى آخره , للتنبيه على بعض الأمارات المورثة لإزالة الوسوسة التي يجدها الشاكّ , والله العالم.