وعنه أيضا في الفقيه مرسلا قال : أتى رجل أمير المؤمنين عليهالسلام فقال : يا أمير المؤمنين والله إنّي لأحبّك , فقال له : «ولكنّي أبغضك» قال : ولم؟ قال : «لأنّك تبغي في الأذان كسبا , وتأخذ على تعليم القرآن أجرا» [٣].
وفيه : أنّ سوق الخبرين خصوصا ثانيهما يشهد بإرادة الكراهة , مع أنّه لا دلالة فيهما على بطلان الإجارة وعدم استحقاقه للأجرة.
واستدلّ له أيضا بما روي عن كتاب دعائم الإسلام عن عليّ عليهالسلام أنّه قال :«من السحت أجر المؤذّن» [٤].
وهذه المرسلة لا قصور في دلالتها , ولكنّها قاصرة السند.
اللهمّ إلّا أن يجعل الشهرة جابرة له. وفيه تأمّل.
فما حكي عن السيّد [٥]رحمهالله وظاهر المصنّف في المعتبر , والشهيد في الذكرى [٦] , وقوّاه غير واحد من المتأخّرين [٧] من القول بالكراهة هو الأشبه ,
[١]التهذيب ٢ : ٢٨٣ / ١١٢٩ , الوسائل , الباب ٣٨ من أبواب الأذان والإقامة , ح ١.
[٢]الفقيه ١ : ١٨٤ / ٨٧٠ , الوسائل , الباب ٣٨ من أبواب الأذان والإقامة , ذيل ح ١.
[٣]الفقيه ٣ : ١٠٩ ـ ١١٠ / ٤٦١ , الوسائل , الباب ٣٨ من أبواب الأذان والإقامة , ح ٢.
[٤]دعائم الإسلام ١ : ١٤٧ , وعنه في الحدائق الناضرة ٧ : ٣٥٠.
[٥]حكاه عنه المحقّق في المعتبر ٢ : ١٣٤ نقلا عن مصباحه , وكذا العاملي في مدارك الأحكام ٣ : ٢٧٦.