نام کتاب : مصباح الفقيه نویسنده : الهمداني، آقا رضا جلد : 11 صفحه : 253
الصوت [١] كما حكي عن أبي حنيفة [٢] ؛ معلّلا بخوف الالتباس [٣] , بل يناسب ترك الجماعة ثانيا في ذلك المسجد ولو بعد تفرّق الصفوف , لا ترك خصوص الأذان والإقامة ما دامت الصفوف باقية ولو مع الإسرار بهما , كما يقتضيه إطلاق أغلب الأخبار المتقدّمة.
والحاصل : أنّ هذا الوجه لا يناسب هذا الحكم , والذي يغلب على الظنّ أنّ حكمة الحكم كون الاجتزاء بأذان الجماعة والمبادرة إلى فعل الفريضة قبل تفرّقهم موجبا لحصول مرتبة من التبعيّة والائتمام الموجب لإدراك فضيلة الجماعة في الجملة , كما يومىء إلى ذلك ما في خبر [٤] السكوني [ من ] الأمر بالبدأة بصلاة الفريضة من غير أن يتطوّع والنهي عن الخروج عن ذلك المسجد إلى غيره حتّى يصلّي فيه , فإنّه مشعر ببقاء أثر الائتمام وفضله في ذلك المسجد الذي صلّى فيه جماعة , ولكن يجب صرفه ـ لو لم نقل بانصرافه في حدّ ذاته ـ إلى ما إذا لم تتفرّق الصفوف ؛ جمعا بينه وبين غيره من الروايات.
ويحتمل بعيدا أن يكون المقصود بقوله في خبر [٥] السكوني : «وقد صلّى أهله» دخولهم في الصلاة , لا فراغهم عنها , فليتأمّل.
ثمّ إنّ قضيّة ما ذكر من الحكمة : كون الحكم من توابع الجماعة من حيث
[١]المبسوط ١ : ٩٨ , وحكاه عنه السبزواري في ذخيرة المعاد : ٢٥٣.
[٢]المحكيّ عنه في العزيز شرح الوجيز ١ : ٤٠٦ هو عدم استحباب الأذان , وفي تذكرة الفقهاء ٣ : ٦٢ , المسألة ١٧٠ كما في المتن.
[٣]هذا التعليل للشافعي في أحد قوليه من استحباب الأذان , راجع : العزيز شرح الوجيز ١ : ٤٠٦.