ومن هنا ظهر الجواب عن الاستدلال بقوله تعالى: والفتنة اشد من القتل [1]، فان النميمة قد تجر الى قتل النفوس المحترمة وهتك الاعراض ونهب الاموال، ولكنها ليست كذلك في جميع الاحوال، بل المراد من الفتنة هو الشرك كما ذكره الطبرسي [2]، وانما سمي الشرك فتنة لانه يؤدي الى الهلاك، كما ان الفتنة تؤدي الى الهلاك. ثم ان النسبة بين النميمة والغيبة هي العموم من وجه، ويشتد العقاب في مورد الاجتماع. وقد تزاحم حرمة النميمة عنوان آخر مهم في نظر الشارع فتجري فيها قواعد التزاحم المعروفة، فقد تصبح جائزة إذا كان المزاحم أهم منها [3]، وقد يكون واجبة إذا كانت أهميته شديدة [4]، ويتضح ذلك بملاحظة ما تقدم [5]. المسألة (25) النياحة قوله: الخامسة والعشرون: النوح بالباطل. أقول: اختلفت كلمات الاصحاب في هذه المسألة على ثلاثة اقوال: [1] البقرة: 187. [2] راجع مجمع البيان 1: 286. [3] راجع المحجة البيضاء 5: 277. [4] كما في ايقاع الفتنة بين المشركين، كما عن صاحب الجواهر في الجواهر 22: 73، والسيد العاملي في مفتاح الكرامة 4: 68. [5] تقدم في نصح المستشير من مستثنيات الغيبة.