[ مسألة 17: ماء المطر حال نزوله من السماء كالجاري، فلا ينجس ما لم يتغير. والاحوط اعتبار كونه بمقدار يجري على الارض الصلبة، وإن كان كفاية صدق المطر عليه لا يخلو من قوة. ] حكم ماء المطر قوله مد ظله: كالجاري. هكذا وصل إلينا من السلف، وفيه ما لا يخفى، إلا أن مرادهم معلوم، وهو أن ماء المطر الموجود في الارض وغيرها من الاواني كالجاري، إذا كان يتقاطر وينزل وتمطر السماء عليه. وبالجملة لا شبهة في المسألة. بل ماء المطر هو القدر المتيقن من الكتاب [1]، فهو طهور بالضرورة، وإنما الاختلاف في إطلاقه وقيوده. والذي هو الغامض في المسألة، وهي مشكلتنا في هذا المقام، أن قضية طائفة من الاخبار معتضدة بذهاب الاكثر إليها، عدم اعتبار شئ أزيد من صدق المطر ففي مرسلة الكاهلي - التي توهم انجبارها بعمل الاصحاب - عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال: كل شئ يراه ماء المطر فقد طهر [2]. [1] الفرقان (25): 48. [2] الكافي 3: 13 / 3، وسائل الشيعة 1: 146، كتاب الطهارة، أبواب الماء المطلق، الباب 6، الحديث 5.