وأمّا نفي القائل
به سوى الشيخ فبعد شهادة التذكرة [١] بأنّه قول مشهور بين علمائنا غير مسموع ، ودعوى الإجماع
على خلافه لا ينافيه ، لاجتماعه مع الخلاف ، ونفي الخلاف عنه في السرائر [٢] وإن عارضه إلاّ
أنّ الإثبات على النفي مقدّم.
والحكم بشذوذها ـ بعد
هذه الشهادة من مثل الفاضل وفتواه بمقتضاها في طائفة من كتبه [٣] ، ونقل القول به
عن الشيخ والإسكافي ، وظهور كلام الصدوقين فيه ، ونسبته إلى المشهور بين
المتأخّرين ، وذهاب طائفة كثيرة من الطبقتين الثانية والثالثة ـ غريب.
ومن ذلك تظهر
سلامة دليل القول الثاني عن الخلل والضعف ، وتتمّ معارضته مع أدلّة الأول ، أي :
المطلقات [٤] ورواية أبي بصير [٥] ـ لعدم دلالة غيرهما ممّا ذكروه ، أمّا أخبار الاستنجاء [٦] منها : فلما
تقدّم من القول بالفرق ، وأمّا صحيحة ابن أبي يعفور وما تأخّر عنها [٧] : فلعدم اشتمالها
على ما يفيد الوجوب ـ فهما تتعارضان مع المكاتبة [٨] التي هي دليل
الثاني.
والمطلقات أعم
مطلقا من المكاتبة موضوعا ، لشمولها للعامد والناسي ، وحكما ، لعمومها الإعادة
والقضاء ، وخصوصية المكاتبة من الوجهين ، والرواية أعم منها كذلك حكما ، والخاص
مقدّم على العام قطعا ، فيجب تقييدهما بها