أو تصنع كما تصنعه
، كما في موثّقات ابن بكير [١] وأبي بصير [٢] وسماعة [٣] ، وصحيحة زرارة [٤] ، أو كذلك تفعل المستحاضة ، كما في صحيحة الصحاف [٥].
بل نقول : إذا كان
دم الاستحاضة دما مخصوصا لا يلزم أن تكون المرأة المستحاضة هي ذات ذلك الدم خاصة ،
لأنّ مبدأ الاشتقاق الحقيقي ليس ذلك الدم الخاص ، بل هو الحيض الذي يفسّر بالسيلان
، فيمكن أن يسمّى فردا من الدم السائل استحاضة ، كما يسمّى فردا آخر منه حيضا ،
وتسمّى المرأة التي يسيل منها هذا الدم أو غيره أيضا مستحاضة.
بل ظاهر كلام
الجوهري التغاير ، حيث إنّه صرّح بأنّ دم الاستحاضة يخرج من العرق العاذل.
وقال في مادة
الحيض : استحيضت المرأة ، أي استمرّ بها الدم بعد أيامها فهي مستحاضة [٦]. ففسّر المستحاضة
بمن استمرّ دمها بعد العادة من غير اختصاص بدم خاص ، فأطلق في الدم وقيّد في
الزمان.
ومنه يظهر عدم
ثبوت التعارض بين أخبار اعتبار الأوصاف وبين ما تضمّن من تلك النصوص قوله : « ثمَّ
هي مستحاضة » [٧] أو « فهي مستحاضة » [٨] ، لجواز تسمية من سال عنها الدم المحكوم له بتلك الأحكام
مطلقا مستحاضة تجوّزا ، للمشابهة في الأحكام ، أو لكونها فردا خاصا من مطلق من سال
دمها.